استخلاص المعاني من رحيق الأماني | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 4/20/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هَذه كِتَابةٌ طَارِئة جَديدَة، أَمدُّ فرَاشها منِّي إليكُم، لَعلَّنا نَمشي سَويًّا عَلى بُسَاط مِن الأَمَل والكَلِمَات، التي لَا يَخيبُ الظَّن بِهَا.. إنَّها كِتَابةٌ تَتَّخذُ مِن الأمَاني سُلَّمًا، تَأتي هَادِئة مُتوَاضعة، لَا تَبحث عَن السُّرعَة، ولَا تَمتطي النَّدَم، لأنَّ السُّرعَة والنَّدم مَا وَصلَا إلَى شَيءٍ؛ إلَّا وحَطَّمَاه عَن بَكرة حرُوفه..! إنَّها حرُوفٌ تَمشي عَلى سجّادة فَهم الوَاقِع، وإدرَاك مَكامن القوَّة والضَّعف، ولَا يَجدر بالإنسَان العَاقِل أَنْ يُكلِّف نَفسه فَوق طَاقتها، أو يُمَارس مَا هو ضِد فِطرته، فالنَّمل عِندَما يَحصل عَلى أجنحَة يَفقد حيَاته، لأنَّه سيَطير، ويُصبح لُقمَة سَائغة للكوَاسِر والنَّواسِر؛ والصّقُور والنّسُور..! إنَّها حرُوفٌ مُحمّلة بأثقَال المَعنَى، لذَلك هي قَصيرة الجُمَل، ولَا عَجَب في ذَلك، لأنَّ مَن يَحمل الأثقَال تَكون خُطَاه مُثقلة بهَذا الحِمل..! في مسَاحةِ اللُّغة تَنبتُ الأفكَار، وتَرتَعشُ المَعَاني، لتَبحَث عَن صَدْر قَلَم؛ يَمسح عَلَى رَأسها، وكَأنَّها يَتيمٌ يَبحث عَن حُضنٍ هَادئ؛ يُسكّن قَلبه؛ مِن قَلَق اليُتم والخَوف مِن الأيَّام..! إنَّها حرُوفٌ تَأتي مِن البدَاية، وتُفكِّر في النّهَايَة، وإذَا وَصَلتَ إلَى النَّهَاية لَم تَنسَ كَيف كَانت البدَاية.. تُحاول أَنْ تَترك الشّرّ، ولَكن - يَاللأَسَف - الشّرُّ لَايَتركها.. تُحاول أَنْ تُدرك الخَير، ولَكن الخَير صَعب المَنَال في أكثَر الأحوَال..! نَعم.. إنَّ المَعَاني مَطروحَةٌ في الطَّريق، ولَكن الطُّرق مُزدَحمة بالسيَّارات، والشَّوارع طَابعها السُّرعَة، وكَيف لمستَعجل أَنْ يَلتقط المَعنَى؛ وهو يَلهث مُسرِعاً، لأنَّ مَن خَلفه يَزجره، ومَن هو أَمَامه يَجذبه، وهو حَائرٌ بَين الخَلف والأمَام، وتَائهٌ بَين الأمَام والخَلف..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ أُخبركم أنَّ هَذه سجّادة لُغويّة، تَقول بَعض المَعنَى، وتَحجب بَعضه.. تَكشف نِصف الحقيقَة، وتُخبئ خَلف الغمُوض النِّصف الآخَر، فإذَا استَحسنتُم هَذه الكِتَابَة، فأَرشدُوني لكَي أَشدُّ أَوتَار الرَّبَابَة، وإذَا نَظرتُم إليهَا بعَينِ الغَضب، فدَعوني أَسْحَب الصّبَابَة، وأَتركها بَين الأَرفُف بحجّة المَلَل والرَّتَابَة..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :