أكدت الكاتبة أمل الرندي ضرورة وضع المحفزات في الإصدارات المعنية بالأطفال لجذبهم، وتشجيعهم على القراءة. أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، عبر صفحتها في «إنستغرام»، محاضرة افتراضية بعنوان «لا يكفي أن نكتب للطفل»، قدّمتها كاتبة أدب الطفل أمل الرندي، وحاورتها عضوة مجلس إدارة الرابطة جميلة سيد علي. بداية، قالت الرندي: «لا ننكر أن هناك كثيرا من القصص وأدباء الطفل، ولكن توجد لدينا مشكلة القراءة المستمرة، لذا لا يكفي أن نكتب للطفل، بل يجب أن نصل إليه ونوصل إليه القصة بشكل ممتع وثريّ ومناسب للعصر. في البدء كتبت للأطفال 20 قصة لمرحلة الطفولة المبكرة، ومنها قمت بعمل بعض القصص بطريقة الرسوم المتحركة، حتى يستمتع الطفل بها، فتلك القصص المتحركة تجذبه وتشجعه على القراءة، وأيضا يصل إلى مضمون القصة، التي تشتمل على أغنية تعبّر عن مفهوم القصة، فكنت حريصة على أن يستمتع الطفل بتلك القصص، ويستوعب مضامينها». الفئة العمرية وتناولت الرندي المواصفات التي يجب أن يملكها الكاتب في أدب الطفل، قائلة إن «أول شيء الموهبة وحدها لا تكفي، يجب أن يكون موهوبا ولديه القدرة على الخيال، وأن يعرف الفئة العمرية التي يريد أن يكتب لها». وتطرقت إلى الاهتمام الإعلامي، الذي يجب أن يكون مستمرا، إضافة إلى أهمية الارتقاء بثقافة الطفل الذي يؤدى إلى إيصال نتائج، لافتة إلى أنه من هنا جاءت لها فكرة مبادرة «أصدقاء المكتبة» لتكون نشاطا ثقافيا لمدة عام دراسي كامل، لذلك حرصت على أن تكون تلك المبادرة بالتعاون مع دار «ذات السلاسل»، ومدرسة «البيان ثنائية اللغة»، ومن ثم دعمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالرعاية في العام الثاني من المبادرة، وأصبحت على المستوى العربي، مضيفة أنه يتم الاجتماع يوم السبت من كل أسبوع بعمل منظم مع بعض كتّاب أدب الطفل في الكويت، ومشيدة بالإدارة التربوية التي كانت تحثّ الطلاب على الحضور. أطفال موهوبون وأكدت الرندي أنها لاحظت، من خلال لقاءاتها المتكررة مع الأطفال، أنهم يحتاجون إلى من يدعمهم ويشجعهم، لذلك في مبادرة أصدقاء المكتبة نكتشف الأطفال الموهوبين، فأصبح لدينا أصدقاء المكتبة يتم تكريمهم، وأيضا في نهاية كل موسم، ثم أطلقت مسابقة «نجم مبادرة أصدقاء المكتبة» أثناء جائحة كورونا، وشارك فيها أطفال من الوطن العربي، وفاز أطفال من 12 دولة، وحققت نجاحا كبيرا، ولله الحمد، وساعدت الكثير من الأطفال باكتشاف مواهبهم وعمل شيء إيجابي أثناء الأجواء السلبية في ذلك الوقت. وأضافت: الحمد لله أن ما ميّز المبادرة بشكل عام هو أن الطفل يقوم في أثناء الموسم بكتابة وتلخيص قصص الكتاب، فيصبح له دور إيجابي، فالطفل يستطيع في هذه المرحلة أن ينتج بعد أن يستمع إلى القصة، وأيضا الهدف من المبادرة هو بناء جسر تواصل ما بين الكاتب المبدع والطفل. وعما ينقص الطفل اليوم، قالت الرندي: مشكلة تنظيم الوقت، فعندما ننظم وقت الطفل، بين القراءة والنشاط الرياضي والمدرسي، سنتجنب أشياء كثيرة، منها السمنة التي يعانيها الكثير من الأطفال، وأيضا الانشغال بالألعاب الإلكترونية، إضافة إلى أنه عندما يسرد ولي الأمر القصة لطفله، فإنها تقوي العلاقة الإنسانية بينهما». أدباء الطفل وبيّنت أنها حريصة، في كل قصة كتبتها، على أن يكون في بدايتها ملخص، حتى تسهل لولي الأمر عند اختيار القصة، وأيضا اهتمت بطريقة الإخراج، مشيرة إلى أنه يجب أن تكون القصة جاذبة لولي الأمر الذي يقرأها، وأيضا الطفل المتلقي، وكل هذا يساعد الطفل على أن يكون مبدعا. وتابعت الرندي متحدثة عن موقع الكويت في أدب الطفل، قائلة: «أدباء الكويت لهم نشاط مميز، ذلك لأنهم يصنعون قصصهم، وكتابة القصة وحدها لا تكفي، فهم يطبعون القصص أيضا، والكتّاب لديهم إخلاص كبير من حيث الإنتاج، ولديهم نتاج أدبي ثري». وتمنّت أن يعود مسرح الطفل إلى سابق عهده كما كان على أيام رائدة مسرح الطفل عواطف البدر، مشيرة إلى أن المسرح يجمع بين فكرة القصة والدراما والضوء والموسيقى، ويقوم بدوره في إثراء مخيلة الطفل، كما يساهم في تفاعله.
مشاركة :