اشتد الصراع في آخر أيام الدعاية لانتخابات المجالس المحلية التي تنطلق عملية الاقتراع فيها غداً الجمعة، وفي حين دخلت الأحزاب في سباق مع الوقت لكسب مزيد من الأصوات، كشفت استطلاعات الرأي عن تراجع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الحكومة الحالي عبدالإله بنكيران وسط تصاعد حالة التوتّر، إذ شهدت بعض الدوائر الانتخابية مواجهات دامية بين مناصري الاحزاب. وتشتد المنافسة بين الأحزاب السياسية خاصة في بعض الدوائر التي أطلق عليها مسمى دوائر الموت نظراً لاشتعال المنافسة فيها، وصعوبة التكهن بنتائجها بالنظر للوزن السياسي لبعض المرشحين، وبينهم وزراء في الحكومة وأمناء عامون لبعض الأحزاب يطمحون لرئاسة الجهات التي منحها الدستور الجديد صلاحيات واسعة في تدبير الشأن المحلي. خروقات وبينما أعلنت السلطات جهوزية مراكز الاقتراع لاستقبال الناخبين غداً واصلت الأحزاب المتنافسة رغم حلول فترة الصمت الانتخابي اتهاماتها لبعضها البعض من خلال وسائل الإعلام وبعض الصحف، ما عده مراقبون يمثل خرقاً للقانون الانتخابي. وفي الأثناء ذهبت بعض استطلاعات الرأي إلى تراجع حزب العدالة والتنمية، متوقعة حلول الأصالة والمعاصرة أولاً، فيما ذهبت أخرى إلى حلول حزب الاستقلال بقيادة حميد شباط في المركز الأول، مستبعدين إمكانية تحقيق حزب العدالة والتنمية لإنجاز مماثل للذي حققوه في الانتخابات التشريعية لسنة 2011. مواجهات إلى ذلك، اندلعت مواجهات دامية بين حزبي الاستقلال وحزب الأصالة المعاصرة، استعملت فيه السيوف والحجارة، ذهب ضحيتها عشرات الأفراد من مناصري الحزبين، وتوالت الأحداث الدامية التي تزداد حدتها مع اقتراب يوم الاقتراع، إذ تعرض أحد مناصري وكيل لائحة حزب الاستقلال بالحي الحسني في الدار البيضاء إلى بتر جزء من إذنه بينما قتل رجل سبعيني بطريقة بشعة في إقليم سيدي قاسم. تشكيك ارتفعت حدة الاتهامات المتبادلة والشحن الزائد بين المتنافسين ودخل زعيم حزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله على خط تبادل الاتهامات، الذي سيطر عليه الثلاثي العدالة والتنمية، الاستقلال، والأصالة والمعاصرة. رد نبيل بنعبد الله على مصطفى بكوري زعيم حزب الأصالة والمعاصرة، بعد أن وصفه هذا الأخير أنه لا يجيد سوى الضرب على الدف، متسائلاً عن الأموال التي يصرفها الحزب المنافس. اتهامات باستخدام السحر وأموال المخدرات تعيش المغرب حالة سماها المراقبون الحمّى الانتخابية التي تسبق استحقاق يوم غد الجمعة، حيث تعطلت مكابح الدعاية واتسعت دائرة الاتهامات المتبادلة بين المتنافسين، ووصل الخطاب السياسي إلى درجة غير مسبوقة من التشنج وتبادل الاتهامات إلى الدمغ باستخدام السحر والشعوذة واستغلال أموال المخدرات، ومما صدم المراقبين والجمهور المتابع للحدث السياسي الأبرز على الساحة المغربية هذه الأيام. وفي هذا الإطار، اتهم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبدالإله بنكيران، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العمري بجمع أموال طائلة من المروجين للمخدرات، وقال بنكيران في مهرجان خطابي بساحة المشور بمدينة تيزنيت 690 كيلومتراً جنوب العاصمة الرباط، إنه يتهم رسمياً إلياس العمري بأنه حصل على أموال من تجار المخدرات لإحداث الفوضى في البلاد، وفق تعبيره. وبخصوص نتائج الانتخابات المهينة التي احتل فيها حزب الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى، قال بنكيران إن الحزب تمكن من تبوء هذه المرتبة بطرقه المعلومة، في إشارة منه إلى شراء الأصوات والمنتخبين والبيع والشراء في الذمم، وهو ما يتعارض مع ما يسعى إليه المغرب لتطوير آليات الديمقراطية من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفق قوله. من جانبه، رد مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على تصريحات بنكيران، متوعداً إياه بالانتقام على طريقة الجرار، ما يجعله يفكر ألف مرة قبل أن ينطق بأي تصريح في المستقبل، وأمام أكثر من 20 ألفاً من أنصاره، قال الباكوري إن بنكيران فقد صوابه بعدما أحس بأنه لن يحقق أي نتيجة خلال الانتخابات. كُلْيَة انتخابية قالت صحيفة الأحداث المغربية، إن سيدة في عقدها السادس، فاجأت مسيرة فريق انتخابي بمدينة خريبكة، عندما توجهت إلى رئيس أحدى القوائم المترشحة بالقول: لدي 30 صوتاً وأنا مستعدة لمنحها لأي حزب شريطة أن يتبرع لي أحدهم بكُلْيَتِه.
مشاركة :