حتى لا نعود للمربع الأول

  • 2/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أرقام الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في السعودية مازالت تراوح في منطقة آمنة نوعا ما، شهدنا خلال الأسابيع الماضية انخفاضا حادا في عدد الإصابات الجديدة، لكنها عاودت الصعود وهنا مكمن الخطر، الأمر أشبه بالمريض الذي بدأ رحلة التحسن، لكن مرحلة الشفاء التام تتطلب منه التزاما صارما بالاحترازات وتعليمات الأطباء، إلا أن السؤال هنا هو: هل التزم المريض بذلك؟ ما حققناه من انتصارات في حربنا على الجائحة العالمية تطلب الكثير من التضحيات المادية والبشرية، والهدنة التي نعيشها هي هدنة مع عدو خبيث وشرس تتطلب الكثير من الحذر واليقظة، وما قد يخذلنا في هذه الحرب التي حققنا فيها الكثير من المكاسب، هو تقاعس الناس عن أداء أدوارهم والتراخي في تطبيق الإجراءات التي بُحّت أصوات المتخصصين في التذكير بها. تجول في بيئات العمل، والمناسبات الاجتماعية وستعرف ما أقصده بالضبط، الكثير من الناس تركوا الكمامات بسبب تراجع الحالات، أو لمعرفتهم بأقارب لهم أصيبوا وتشافوا، وللأسف، العالم من حولنا يضج بصرخات الألم لكننا نسينا الدرس سريعا، وعدنا للتراخي، وأقصد هنا عامة الناس، في حين مازالت الدولة بأجهزتها المختلفة تحاول جاهدة حماية الناس من أنفسهم. أعتقد أن الحل الأمثل للمتخاذلين والمتشككين والمتكاسلين هو الحزم والاستمرار في التوعية، الأنانيون الذي سئموا من ارتداء الكمامة وأصبحوا أوعية جاهزة لنقل المرض، لا تردعهم إلا القوانين الصارمة. وزارة الصحة مطالبة بالتنسيق الوثيق مع الجهات المعنية لفرض الرقابة الصارمة على بيئات العمل وعلى المناسبات الاجتماعية، والتجمعات، لأن هذه الأماكن هي خاصرتنا الرخوة، وبواباتنا الضعيفة التي قد يهاجمنا منها العدو مرة أخرى. كل الدول التي عانت من الموجات الثانية يجمعها نمط واحد يتمثل في تخاذل الناس عن الالتزام بالتباعد وتجاهل الاحترازات الصحية وتعليمات الجهات المعنية، وهذا النمط هو درس مهم لا يحتاج للكثير من النباهة لاستيعابه. نحن مازلنا في مرحلة السيطرة، لكن تجارب الدول حول العالم أثبتت أن هذه الحال قد تتغير في غمضة عين، وقد يعود اشتعال الجائحة في غضون أيام قليلة، مقاليد الأمور مازالت بأيدينا ومصائرنا في الشهور المقبلة تحكمها الصرامة في تطبيق القوانين، وليس التعويل على وعي عموم الناس.

مشاركة :