قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن مصر الحديثة» التى حدَّثنا عن حلمها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكنا نتخيلها معه، اعتقد البعض أنها مجرد حلم، لكن ما نراه من مشروعات على أرض الواقع لم يسبق لها مثيل، يؤكد أنها لم تعد حلما، فنحن على أعتاب عصر جديد.وتابع: فشبكة خطوط السكك الحديدية السريعة ليست مجرد مشروع قومي، بل نقلة نوعية فى تنمية مصر على كل المحاور، وتتكامل مع باقى المشروعات العملاقة، من العاصمة الإدارية إلى قناة السويس الجديدة ومحورها التنموى الضخم شرق التفريعة إلى الأنفاق والكبارى التى تربط الوادى والدلتا بسيناء، إلى المدن العصرية الممتدة من الشمال الغربى إلى بحيرة السد العالى جنوبا، إلى كل الوادى والدلتا وسيناء، فقد كنت أصل إلى بلدتى الأقصر بالقطار فى نصف يوم، لكنى سأصل إليها فى أقل من ساعتين، أما أسوان فلن تستغرق رحلة قطار القاهرة إليها أكثر من أربع ساعات.وأضاف "ثابت"، فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "الأهرام" أنه على كل مصرى أن يتحلى بالطموح ليرى المستقبل القريب ويرى بعينيه الحلم يتحقق، وأنه يركب قطارا فائق السرعة ليرى أماكن لم يحلم بأن يراها بأقل جهد وفى أقصر وقت، بفضل الإدارة المتطورة، والشراكة المصرية الألمانية فى عمليات الإنشاء والتشغيل، بما يمنح الشركات المصرية النصيب الأكبر من عمليات الإنشاء، وتكتسب خبرات، وتوفر فرص عمل متنوعة، وتطور مهارات العاملين.إلى نص المقال:إن «مصر الحديثة» التى حدَّثنا عن حلمها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكنا نتخيلها معه، اعتقد البعض أنها مجرد حلم، لكن ما نراه من مشروعات على أرض الواقع لم يسبق لها مثيل، يؤكد أنها لم تعد حلما، فنحن على أعتاب عصر جديد.فشبكة خطوط السكك الحديدية السريعة ليست مجرد مشروع قومي، بل نقلة نوعية فى تنمية مصر على كل المحاور، وتتكامل مع باقى المشروعات العملاقة، من العاصمة الإدارية إلى قناة السويس الجديدة ومحورها التنموى الضخم شرق التفريعة إلى الأنفاق والكبارى التى تربط الوادى والدلتا بسيناء، إلى المدن العصرية الممتدة من الشمال الغربى إلى بحيرة السد العالى جنوبا، إلى كل الوادى والدلتا وسيناء، فقد كنت أصل إلى بلدتى الأقصر بالقطار فى نصف يوم، لكنى سأصل إليها فى أقل من ساعتين، أما أسوان فلن تستغرق رحلة قطار القاهرة إليها أكثر من أربع ساعات.فها هى المسافات بين أنحاء مصر قد تقاربت، بل أصبحت المناطق المعزولة وشبه الخالية مثل سواحل البحر الأحمر الفائقة الجمال بمقربة منا ومن الممكن زيارتها فى ساعات قليلة، فالشبكة الجديدة للقطار السريع ستمتد على طول البحر الأحمر، لتصل إلى العاصمة الإدارية فمدينة أكتوبر حتى الإسكندرية والعلمين والسلوم، لتربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وسيشق خط آخر للقطار الكهربائى الصحراء الغربية بمحاذاة مدن الصعيد، على الجانب الغربى من النيل، ليمنح محافظات الصعيد عمقا جديدا، تتنفس فيه التنمية الزراعية والصناعية، وتقام فيه المساكن العصرية، بدلا من التعدى على التربة الزراعية الخصبة، وستنتعش السياحة التى ستجد خطوط مواصلات سريعة وراقية وسهلة، فهناك خط يربط الغردقة وسفاجا بالأقصر وأسوان، لتتكامل السياحة الترفيهية مع سياحة الآثار، ومعها تزيد عدد الليالى التى سيقضيها السائح، وتنتعش مشروعات سياحية على طول الطريق الممتد من البحر الأحمر إلى الصعيد، ويخرج المصريون من الوادى الضيق الخانق، بعدما تكدس بأضعاف قدرته ولم يعد يحتمل، فالبنية التحتية لمدن وقرى الدلتا لا تستطيع استيعاب كل تلك الكتلة السكنية العشوائية، و الخطة الموضوعة لهذا التطوير هى الأكبر فى تاريخ مصر.ولا تتجاهل الخطة تطوير شبكة القطارات القديمة، بل سيشملها التطوير بالكامل بتكلفة تصل إلى 220 مليار جنيه، ولن يكون لدينا جرارات أو عربات قديمة أو مزلقانات نشكو من بدائيتها، والتى لم تتغير منظومتها منذ إنشائها كثانى شبكة سكك حديد فى العالم فى عهد الخديو عباس الأول 1854، وكانت عملية الصيانة على مدار عقود طويلة مجرد إصلاح المعطوب دون تجديدها، حتى آلت إلى ما هى عليه، لكننا الآن بصدد عملية تغيير عميقة وواسعة النطاق.وعندما تابعت التخطيط الذى خضع للدراسات الفنية والاقتصادية لمدة ثلاث سنوات، كنت على يقين من أن الكثيرين لن يصدقوا، وأن بعضهم سوف يتشكك، وهناك من سيرى أن التكلفة عالية، ويمكن أن ننفقها على بنود أخرى، وهذا شيء طبيعى لأنه فوق مستوى تصوراتنا، فالمشروع أضخم مما كنا ننتظر تحقيقه فى هذه المدة، وأشبه بعملية جراحية شديدة التعقيد، تفتح مسام مصر، وتوسع وتمدد شرايينها، وتنشئ شبكة عصبية جديدة ستغير وجه مصر تماما، فالتراكم الطويل والاختناق بالعشوائيات والمبانى المشوهة وغير الصحية والسيئة المظهر قد جعلت من الصعب أن نتصور هذا الامتداد السريع والجميل والعصري، لأننا اعتدنا عمليات الترقيع، وإخفاء المشكلات أو ترميما سريعا لا يحل المشكلة من جذورها، ويجنبنا الكثير من المعاناة، ويقلل من الحوادث التى يروح ضحيتها الآلاف، فكلنا يذكر المزلقانات القديمة وحوادث القطارات المتكررة، وصعوبة الحصول على تذكرة سفر بالقطار فى الأعياد وغيرها، والهدر فى الوقت والجهد.فعلى كل مصرى أن يتحلى بالطموح ليرى المستقبل القريب ويرى بعينيه الحلم يتحقق، وأنه يركب قطارا فائق السرعة ليرى أماكن لم يحلم بأن يراها بأقل جهد وفى أقصر وقت، بفضل الإدارة المتطورة، والشراكة المصرية الألمانية فى عمليات الإنشاء والتشغيل، بما يمنح الشركات المصرية النصيب الأكبر من عمليات الإنشاء، وتكتسب خبرات، وتوفر فرص عمل متنوعة، وتطور مهارات العاملين. إن مفهوم التنمية الشاملة قد غاب عنا فترات طويلة، بل يمكن أن أدعى أننا تحدثنا وقرأنا بعض الدراسات عنها، لكننا لم نشاهدها فى الواقع إلا الآن، فقد أصبحت لدينا مشروعات عملاقة لاستغلال الطاقة الشمسية النظيفة والرخيصة، ومحطات كهرباء ضخمة، وتمدد عمرانى على أحدث وأرقى الطرز، وآن أوان أن نتصالح مع البيئة التى أهملناها فتضررنا صحيا ونفسيا وسلوكيا، ونحقق التقدم الإدارى والصناعى والزراعى المأمول، بتطوير نظم الرى لنوفر الكثير من المياه المهدرة، ونبنى محطات تحلية على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر، لتتكامل مع استخدام مياه الأمطار والآبار، وتضيف لنا مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، وتؤمن لنا احتياجاتنا من الغذاء، وفرص عمل متنوعة للشباب، بعيدا عن الوادى والدلتا، وتقيم مجمعات عمرانية متطورة ومنتجة، تتميز بالجودة ومراعاة الجوانب البيئية والجمالية، التى افتقدناها وأهملناها لفترات طويلة.إن القطار الكهربائى ضرورة ملحة فهو يقلل من انبعاثات الكربون والغازات الملوثة، ويوفر علينا استيراد مشتقات البترول، معتمدا على فائض الطاقة الكهربائية التى وفرتها محطاتنا العملاقة.وكما ستسهم هذه القطارات فى نقلة نوعية لمصر نحو التقدم والرقي، ستكون هذه المجتمعات العمرانية قاطرة مصر نحو الصعود للمستقبل، ففيها ستبنى جامعات ومدارس ومستشفيات وتقام صناعات متطورة، وإذا كنا قد شعرنا بالإرهاق من الآثار الجانبية لعملية الإصلاح الاقتصادي، فإننا الآن سنجنى ثمار تلك المشقة، ونرى بزهو نتائجها على الأرض، وسنرى أوضح وأكثر مع تشغيل شبكة القطارات الفائقة السرعة أنها تحملنا لنرى المستقبل ونلحق بركاب التقدم، ومع ربط شبكة السكك الحديدية بكل من ليبيا والسودان، ومنهما إلى باقى شمال وشرق إفريقيا سنشهد المزيد من التوسع والنمو والتلاقى والشراكة الحقيقية مع إخوتنا العرب والأفارقة، فالقطار الفائق السرعة سينعش حركة التبادل التجارى والمشروعات المشتركة، ويصبح سبيلا لتنمية أوسع وأشمل، وهو ليس أمرا مستحدثا فهو موجود فى بلدان كثيرة متقدمة من الصين واليابان شرقا حتى دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا غربا، منذ أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، فآن لنا أن نلحق بهذا الركب.
مشاركة :