•• أعتب على بعض شبابنا من كل قلبي.. •• وأخاطبهم خطاب الأب لأبنائه.. •• وأذكرهم بأن الزمن يمضي.. •• وأن اللحظة التي تمرّ هي من أعمارهم.. وأن التعويض مستحيل.. والخسارة كبيرة.. •• أعتب عليهم.. •• لأن الوقت بالنسبة لهم يمر دون استغلال •• وإذا أدرك كل واحد منهم.. •• أن الحياة ليست كلها.. سفر.. واستمتاع.. وعدم تفكير في المستقبل.. •• كما أن الحياة ليست أحلاماً فقط.. •• الحياة عمل.. وكرُّ.. وتفانٍ.. وبحث مستمر عن الغد الأجمل.. عن الوظيفة الأعلى.. عن الحياة المثمرة.. •• فإذا سألت نفسك سؤالاً واحداً.. •• أين أنت الآن..؟! وما هو عمرك..؟! ومتى ستكون أباً.. ورب أسرة.. وصاحب مسؤولية؟ •• فإنك قد تجد الإجابة التي تحثك على ما أطالبك به.. •• الزمن يمضي.. •• والمتعة تنتهي في لحظات.. •• والسعادة تخبو بعد وقت يسير •• لكن هاجس الخوف من المستقبل هو الذي يستمر ويبقى.. •• فأنت مطالب بأن تثبت وجودك.. •• ومطالب بأن تبني بيتاً.. وتقيم أسرة.. •• وغداً ستكون مسؤولاً عن أبنائك.. عن مستقبلهم.. •• فماذا ستكون إجابتك.. عندما يشعرون بأنك عاجز عن رعايتهم.. •• ومقصر في تحقيق السعادة لهم.. •• وأنت تعاني من الفاقة.. والمرض.. والانكسار.. •• هذا الهاجس إذا لم تفكر فيه.. وتتخلص منه الآن.. فمتى تستطيع أن تتركه وراءك.. •• أرجوك.. فلقد مضى الكثير.. وضاع الكثير.. •• وعليك أن تعيش لنفسك ولغيرك بعد اليوم.. •• لماذا؟! •• لأن كل مظاهر الحياة الخداعة من حولك لن تدوم.. •• ولأن من يستغلونك اليوم.. وينحرون مستقبلك سيكونون غدا أول من يلومك.. ويتخلى عنك.. •• وعندها ستجد نفسك وحيداً.. •• وترى أبناءك.. إذا قُدر لك أن تبني حياة وتوجد عائلة.. تراهم يتضورون جوعاً من حولك.. •• وأنت.. أنت لا تستطيع أن تفعل لهم شيئاً.. •• فهل تنتظر حتى تصبح كذلك..؟ •• إنك الآن في عز شبابك.. وكامل حيويتك.. •• وبإمكانك أن تنقذ مستقبلك •• وتتمرد على «تفاهات» حياتك.. •• وتقول لنفسك «كفى» •• ولمستقبلك «أهلاً».. •• وتستغل هذا الشباب لخيرك.. وخير من يحبونك ويرجون لك السعادة والمجد. *** ضمير مستتر: •• (الحب.. والفرح.. والراحة.. أكذوبة كبيرة وخادعة لا تورث سوى التعاسة في النهاية).