«لنحيي المدن الميتة أولاً!» - هاشم عبده هاشم

  • 2/7/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كنت أعتقد أن ملف إغلاق المحلات التجارية في تمام الساعة التاسعة مساءً قد أُغلق نهائياً.. لكن وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة فاجأنا يوم الأربعاء الماضي بأن الموضوع ما زال قيد الدراسة في معرض إجابته على سؤال طرحه عليه أحد الزملاء عن موعد تطبيق الإجراء قائلاً بأنه ما زال مطروحاً للنقاش.. •• هذا المقترح تقدمت به وزارة العمل منذ فترة طويلة لكنه واجه اعتراضاً واسعاَ من قبل رجال الأعمال وكذلك من قبل المواطنين أيضاً لأسباب عديدة يرد في مقدمتها أن الكثير من مدن المملكة ولا سيما مدينة جدة والرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجازان مدن حية.. وطبيعة الحركة فيها تمتد إلى وقت متأخر من الليل.. وأن الكثير منا مشغول بعمله طوال فترة النهار وحتى صلاة العصر.. وان البعض مرتبط أيضاً بأعمال ومهامّ حتى في الفترة المسائية.. وبالتالي فإن إغلاق المحلات التجارية في التاسعة يحرمهم من قضاء حوائجهم في الأوقات المتأخرة.. فضلاً عن أن طبيعة هذه المدن ومدن أخرى كثيرة تميل إلى مضاعفة الحركة مساءً.. وجزء من هذه الحركة يتم قضاؤه في الأسواق وبين المحلات التجارية.. بكل ما تعنيه تلك الحركة من فوائد اقتصادية جمة.. •• وإذا نحن حصرنا ساعات العمل الحقيقية الآن فإننا لا نجدها تتجاوز (6) ساعات.. لأن هناك فترات توقف طويلة تغلق فيها المتاجر لأداء صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء بواقع ساعة كاملة في كل فرض.. •• كما ان الكثير من المحلات التجارية لا تكاد تعمل صباحاً.. وأن من يفتح منها أبوابه في العاشرة لا يلبث أن يغلقها بعد ساعتين فقط.. ولا يعود إلى فتحها إلا بعد الخامسة عصراً.. فإذا نحن قررنا إغلاق هذه المحلات التجارية في التاسعة.. فكأننا نحصر ساعات عملها في (6) ساعات فقط في الأربع والعشرين ساعة.. وبهذا نقتل الحياة في مدننا.. •• وليس صحيحاً أن إغلاق المتاجر في التاسعة سيدفع الناس إلى النوم مبكراً.. وإلى الاستيقاظ مبكراً.. ولا أظن أن قراراً كهذا في حالة صدوره سوف يغير من طبيعة المدن المفتوحة.. والفرحة بالليل وجماله. •• وإذا كان هناك ما يميز لندن وباريس وطوكيو ونيويورك وكان فهو أنها مدن لا تنام ولا تهدأ.. وأن الحياة فيها تبدأ مع تباشير الصباح الأولى ومع ذلك فإنها لا تعاني من الاختناقات.. ولا تشكو من "عته" المعتوهين ولا من أي انعكاسات سلبية على الحياة العامة.. بل انها تعيش الازدهار والتألق والحيوية التي تفتقدها سواها.. فلا تحرمونا من مظاهر الحياة التي تتصف بها أكثر مدننا وقرانا والحمد لله. *** ••ضمير مستتر: •• هناك مدن ميتة.. ومدن حية.. شأنها شأن عباد الله.. وعلينا أن نحيي الميت.. ولا نُميت الحي ونخسر الجميع.

مشاركة :