أشار تقرير حديث إلى زيادة مستوى الوعي العام في المملكة العربية السعودية بشأن التحديات المتزايدة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ويرجع ذلك إلى الأدوار التي تقوم بها الحكومة والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في دعم مبادرات الاستدامة البيئية، وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها جميع الأطراف المعنية، فما يزال المستهلكون يواجهون عقبات عديدة تحول دون تحقيق رغبتهم في تبني ممارسات صديقة للبيئة. وعلى الرغم من الرغبة الكبيرة لعدد متزايد من المستهلكين في المملكة في اتباع أنماط حياة مستدامة، فإن التحدي الرئيس يكمن في تحويل هذا الاهتمام بظاهرة التغير المناخي إلى أفعال ملموسة. فعلى سبيل المثال، تقوم المملكة بإعادة تدوير واستخدام واستعادة نحو 15 % فقط من نفاياتها حالياً، مع انتشار ضئيل نسبياً للسيارات الكهربائية. ولذلك، يتعين التوصّل إلى فهم واضح للعقبات التي تمنع المستهلكين من المساهمة في تعزيز مساعي المحافظة على البيئة. وعلى الرغم من الجهود الملحوظة التي تبذلها الحكومة للتشجيع على إعادة التدوير، فإن 46 % من المستهلكين يرون صعوبة في تحقيق ذلك، ومن هنا، فإن تسريع وتيرة التغيير يتطلب زيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وإصدار القوانين المناسبة، ونشر المزيد من المعلومات بشأن الطرق الصحيحة لإعادة التدوير. كما أن عزوف الناس عن استخدام السيارات الكهربائية ناجم عن ارتفاع أسعارها وتكاليف تشغيلها والافتقار إلى البنية التحتية اللازمة لتزويدها بالطاقة، حيث ذكر 51 % من المستهلكين أن السيارات الكهربائية باهظة الثمن، وأعرب 40 % عن اعتقادهم بأن تكاليف تشغيلها مرتفعة جداً. وذكر التقرير الصادر عن شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) والذي حمل عنوان «هل المستهلكون في منطقة الخليج جاهزون لتبني نمط حياة صديق للبيئة؟»، أن 55 % من المستهلكين في المملكة العربية السعودية أكدوا استعدادهم للتوجه نحو أنماط عيش مستدامة في حياتهم اليومية، وسعياً لتسريع وتيرة هذا التغيير يلزم توفير بنية تحتية صديقة للبيئة وتقديم حوافز مالية وزيادة خيارات السلع والخدمات الصديقة للبيئة بأسعار معقولة. وتوصل التقرير إلى أن 70 % من المستهلكين في السعودية على وعي بظاهرة التغير المناخي وتأثيرها السلبي على البيئة. وأن 70 % ممن يدركون التبعات المترتبة على ذلك، ويعتقدون أن لها تأثيراً سلبياً على البيئة العالمية، فيما يعتقد 43 % منهم أن لظاهرة التغير المناخي تأثيراً كبيراً على حياتهم الشخصية، بينما يتوقع نحو الثلثين منهم أن يطال تأثيرها الأجيال القادمة. وقال سايمون بيركبيك، الشريك في بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: "يوجد اهتمام متزايد بظاهرة التغير المناخي في المملكة العربية السعودية، بفضل ارتفاع إمكانية الوصول إلى المعلومات ذات الصلة بالتغير المناخي وإطلاق العديد من المبادرات الناجحة في هذا الجانب بدعم من الحكومة والشركات، مثل البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، ورؤية المملكة 2030 التي تعتمد نهجًا شاملاً لمواجهة التحديات التي تعترض جهود تعزيز الاستدامة، وإذا ما كثّف القطاعان العام والخاص من جهودهما لتعزيز مبادرات التوعية والاستثمار في البنية التحتية الصديقة للبيئة وتوسيع خيارات السلع والخدمات الصديقة للبيئة بأسعار معقولة، فسيزداد بالتأكيد عدد الناس الذين يختارون تبني أنماط حياة مستدامة".
مشاركة :