قال الطيب غريب مدير معابد الكرنك، إن معبد الاله منتو يقع شمال منطقة آثار الكرنك حيث انه يقع ملاصقا السور من الطوب اللبن الذي يحيط بمنطقة معبد امون رع بالاضافة الى بعض المعابد الاخري الصغيرة نسبيا.ووصف الطيب لـ "صدى البلد" ، أن معبد منتو من أضخم المعابد الموجودة في منطقة آثار الكرنك لافتا أنه تم تشييده للاله منتو آله الحرب عند المصريين القدماء.واستكمل مدير معابد الكرنك قائلا : يعد وجوده أقدم من الاله امون رع الذي نافسه في الوجود كاله لطيبة بل وسرعان ما أصبح امون رع هو الاله الرئيسي للاقليم الطيبي ولاحقا للدولة المصرية القديمة قاطبة.وأفاد مدير معابد الكرنك أن للاله منتو مجموعة من المعابد في مدن الاقليم الأربعة أرمنت والطود والمدامود وطيبة الاقصر حاليا ،وكان له ثالوث كعادة كل المدن المصرية آنذاك ، وكان يمثل وزوجتيه ثنتيت وايونيت ثالوث الاقليم الطيبي قبل أن يسحب الاله امون رع وكهنته البساط من تحتهم ليصير هو وزوجته موت وابنهم خنسو هم ثالوث الإقليم لأكثر من الف عام من تاريخ الحضارة المصرية القديمة.وفسر أن الاله منتو يتم تصويره كرجل برأس صقر وفوق رأسه قرص الشمس بين ريشتين وهو يمسك في احدي يديه صولجان وفي الاخري علامة الحياة عنخ ، واحيانا اخري كان يمثل علي هيئة رجل برأس ثور كاله للقوة والحرب في مصر القديمة.ويرجع تاريخ المعبد الي عهد الملك تحتمس الثالث ١٤٨١ - ١٤٢٥ قبل الميلاد من ملوك الأسرة الثامنة عشر و الذي شيد أجزاء المعبد علي اطلال معبد أقدم علي أرجح الأقوال وقام بتجديده الملك امنحتب الثالث ١٣٩٣ - ١٣٥٣ قبل الميلاد منتصف الأسرة نفسها.وسرد أن للمعبد طريق كباش كعادة المداخل المصرية للمعابد المصرية القديمة انذاك وبوابة ضخمة تم تجديدها في الفترة البطلمية ومنها الي داخل المعبد الذي كان يتكون من فناء وصالة وقدس اقداس في الناحية الجنوبية ثم مجموعة من حجرات المخازن والخدمة اليومية التي تحيط بالمعبد.والمح أن للمعبد بعض الملحقات من السور الذي يحيط بأجزاء المعبد كلها وبحيرة مقدسة وبئر ويصل مدخل اخر ما بين المعبد ومجموعة معابد الكرنك عن طريق بوابة حجرية ضخمة تقع في السور الطوب اللبن الذي شييده الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين .وبدأت أعمال الحفر والتنقيب في هذا المعبد في عام ١٩٢٥ م علي يد عالم الأثار الفرنسي فرناند بيسو دي لا روكا في اجزاء المعبد المختلفة واستمرت الاعمال عن طريق المعهد الفرنسي لدراسة الاثار الشرقية وان لم يحظ هذا المعبد بالقدر الكافي من أعمال الحفر والتنقيب وتوجد العديد من القطع من هذا المعبد التي تزين بعض متاحف العالم مثل متحف اللوفر في باريس في فرنسا وغيرها من المتاحف.وتعمل حاليا داخل المعبد بعثة صينية هي أول بعثة علمية أثرية تعمل داخل الأراضي المصرية وفقا لاتفاقية علمية تم توقيعها في عام ٢٠١٨م بين الدكتور خالد العناني وزير الآثار من الجانب المصري ومدير معهد الاثار الصينية للعلوم الاجتماعية من الجانب الصيني لعمل وتشكيل بعثة أثرية وعلمية مصرية صينية مشتركة وتتركز أعمال البعثة في تطوير منطقة معبد منتو .لفت أنها تعمل في إجراء أعمال الحفر والتنقيب داخل أجزاء المعبد المختلفة وكذلك إجراء أعمال الترميم و الصيانة لأجزاء المعبد وكذلك إعادة تركيب الأحجار والأجزاء التي يتم العثور عليها تباعا هذا بالإضافة لعمل مجموعة من المكاتب والمخازن المؤقتة لحفظ ما يتم العثور عليه من قطع أثرية مختلفة أثناء أعمال الحفر والتنقيب بالإضافة لأعمال البحث والدراسة لأجزاء المعبد والقطع الأثرية التي يتم العثور عليها تباعا.
مشاركة :