شراكات قوية ومتكافئة لخدمة الاستقرار بالمنطقة - هاشم عبده هاشم

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

•• مرة أخرى نعود إلى القول.. •• إن المملكة تُدرك أهمية استمرار علاقتها مع أمريكا.. كعلاقة مركزية وأساسية.. •• لكن وكما هو معروف.. فإن دول العالم تحرص أيضاً على أن تكون لها علاقات مهمة.. ومحورية.. ودقيقة مع كل دولة تجد مصالحها معها وفيها.. سواء أكانت هذه المصالح اقتصادية.. أم أمنية.. أم سياسية. •• والمملكة العربية السعودية.. وهي تتحرك في كل اتجاه لإقامة شراكات مهمة مع دول أخرى كبيرة في هذا العالم.. فإنها تفعل ذلك وفق حسابات دقيقة.. ومكاسب محددة.. وحسب قواعد وسياسات مرسومة للاعتماد المتبادل بين الدول والشعوب.. وهي قواعد ضامنة للمزيد من التقدم والتطوير بفعل تنوع مصادر الشراكة والتعاون.. •• ولا أظن أن المملكة في المرحلة القادمة إلا ماضية في بناء المزيد من هذه الشراكات مع دول هذا العالم.. وذلك في إطار تنويع مصادر الدعم لقدراتنا والتلبية لاحتياجاتنا بما لا يتعارض مع التزاماتنا الوثيقة والمبدئية مع الشركاء الأساسيين.. ودون أن تكون على حسابها لأننا دولة مبادئ.. يُعتمد عليها ويوثق بها.. •• وإذا كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد بدأ زيارته الرسمية مؤخراً بالذهاب إلى واشنطن بهدف إرساء قواعد شراكة استراتيجية جديدة معها – كما أوردنا يوم أمس – فإنه لن يتردد في زيارة عواصم كبرى أخرى في الفترة القريبة القادمة لتعزيز أو لبناء شراكات المملكة مع دول أخرى بعد تلك الدول لمسارات علاقاتها معنا وإعادة حساباتها في المنطقة في ضوء الحجم المتوخى لمضاعفة مصالحها مع بلادنا في المرحلة القادمة إن هي أرادت ذلك عبر إثبات مدى جديتها في أن تقف إلى جانب مسعانا لإعادة الاستقرار إلى المنطقة سريعا. •• ونحن متأكدون بأن مصالح تلك الدول معنا ومع غيرنا ستقوى وتتضاعف في ظل الاستقرار أكثر عما هي عليه الآن.. وأكثر مما هو متحقق لهم مع دول أخرى في منطقتنا.. •• وليس سراً أن نقول – حسب تحليلي الشخصي – إن المملكة تقوم الآن بعمل ضخم في سبيل عملية التصحيح والبناء هذه لما فيه خير ومصلحة الجميع.. وبصورة أكثر تحديداً مع الأصدقاء في الصين.. والهند.. وروسيا.. وألمانيا.. وبريطانيا.. واليابان.. وغيرها.. لأن علاقتنا مع هذه الدول تهمنا كثيراً.. ويهمنا أن تتطور بشكل كبير وملحوظ وبالذات في ظل توجهنا نحو تعزيز التعاون في مجالات الطاقة النووية والمتجددة.. والصناعات المتقدمة.. وبناء القوة الذاتية الضامنة لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا وإيقاف الأطماع فيها ونحوها. •• والمطلوب الآن هو.. وقفة صادقة وجادة من كل الشركاء معنا من أجل الانتقال بمنطقتنا من حالة الفوضى والعبثية التي شهدتها خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى حالة الاستقرار الدائم حتى نتمكن جميعاً من إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة وتنظيم المصالح بعيداً عن سياسات خلط الأوراق وترك الأمور نهباً للصراعات على حساب دولنا وشعوبنا. ضمير مستتر : •• ليست هناك دول قوية ودول ضعيفة إلا بالقدر الذي تُفرط إحداها في حقوقها ومكتسباتها وسيادتها..

مشاركة :