•• تعتبر القمة الخليجية المزمع عقدها في الرياض يوم غدٍ.. من أهم وأخطر القمم التي عُقدت حتى الآن.. وذلك للأسباب التالية: •• أولاً: لأنها تمهد للقمة المقبلة التي ستجمع بين قيادات "دول مجلس التعاون" والرئيس الأميركي "باراك أوباما" تلبية لدعوة سابقة قدمها لهم وتقرر عقدها في كامب ديفيد في (14) مايو الحالي بعد لقائهم بفخامته في اليوم السابق بالبيت الأبيض لتدارس مجمل الأوضاع في المنطقة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين أميركا وبين دولنا الخليجية أيضاً. •• ثانياً: لأن هذه القمة تحديداً تأتي قبل توقيع دول (5+1) على اتفاقية مهمة مع إيران تُحرِّم الاستخدامات النووية للأغراض غير السلمية (كما هو المفروض). •• ثالثاً: ولأنها تأتي أيضاً في ضوء الوضع المؤلم الذي يعيشه اليمن الشقيق في الوقت الراهن جراء تدخل إيران السافر فيه ودعمها ميليشيات الحوثي وقوى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. •• ولا يخامرني الشك في أن قادة دول المجلس سوف يفتحون مع الرئيس أوباما هذه الملفات وسواها للحفاظ على مستويات أعلى من التعاون المبني على الثقة مع أميركا تحقيقاً للاستقرار المنشود.. بالإضافة إلى بحث أمور مهمة أُخرى وفي مقدمتها كيفية التعاطي الجاد والفعّال مع قوى الإرهاب المتفشية في المنطقة في المرحلة المقبلة. وكذلك مسيرة السلام المتوقفة الآن بين العرب وإسرائيل وبالذات بعد تعقيدات الوضع الأخيرة في المنطقة واستمرار "نتنياهو" في السلطة ببرنامجه القائم على إسقاط مشروع دولتين. •• هنا تأتي أهمية هذه القمة غير المستغربة لأنها سوف تضع خارطة كاملة وشاملة لمسار العلاقات الخليجية الأميركية.. وكذلك الأميركية العربية على أسس واضحة ومحددة المعالم في ضوء المستجدات التي يشهد معها العرب بشكل عام والخليجيون بصورة أكثر تحديداً درجة أفضل من التعاون والتفاهم والتنسيق الرفيع في مواجهة المشكلات الحادة التي عصفت وتعصف بالمنطقة منذ أربع سنوات وحتى الآن، وفي مقدمتها الوضع المتأزم في سورية بسبب تراخي المجتمع الدولي وعدم تحمله مسؤوليته تجاه شعب قتل منه قرابة مئتين وخمسين ألفاً.. وشرد أكثر من (9) ملايين في مختلف فجاج الأرض. •• وبكل تأكيد.. فإن قمة الغد ستكون قمة رسم خطوط المستقبل لشعوب تنشد السلامة والأمن والاستقرار وتملك كافة مقومات صُنع التقدم والرخاء للبشرية إذا اُحترمت إرادتها وخياراتها وحقوقها بالكامل. •• وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وإخوانه الملوك والأمراء للحفاظ على دولنا ومكتسبات شعوبها وشعوب الأمتين العربية والإسلامية. • ضمير مستتر: •• المؤمنون بالله.. والمخلصون لأوطانهم وشعوبهم قادرون على صنع المستقبل الأجمل للبشرية بتعاون الجميع..