•• مرة أخرى أعود لأؤكد ما قلته يوم أمس.. بأن دول مجلس التعاون وأميركا عازمة – بعد غدٍ – على إضفاء روح جديدة على علاقات الطرفين لجهة تعزيزها وتطوير آلياتها وتفعيل أدواتها بصورة أفضل. •• وليس سراً أن أقول.. إن قادة دول المجلس الذين اجتمعوا في الرياض الأسبوع الماضي قد رسموا خطوطاً عريضة لمسار هذه العلاقة المصيرية في المستقبل تحقيقاً للمزيد من المكاسب لنا جميعاً من خلال الحفاظ عليها والسعي لتنميتها. •• وقبل الخوض في استعراض ما تتطلع إليه دول الخليج العربية الست وتسعى إلى تحقيقه من وراء هذه القمة.. فإن عليّ أن أؤكد على أمر هام هو: أن دولنا وشعوبنا تعيش فترة مراجعة شاملة لأوضاعها الداخلية من شأنها أن تحقق لشعوبها المزيد والمزيد من الخير والتقدم والاندماج الأكبر في المنظومة الدولية.. والمملكة العربية السعودية الآن نموذج لما يحدث ويجري ولما سوف يكون في منطقتنا بإذنه تعالى. •• أما بالنسبة للقضايا الملحة التي يجب أن نتفق عليها ونعمل سوية على ترجمتها إلى إنجازات.. بتحديد أدق وأكثر وضوحاً للمواقف والسياسات وأدوات التغيير كسباً للوقت وحداً من المآسي التي تعيشها المنطقة فانها تتمثل في الآتي: إخراج إيران – بصورة نهائية – من منطقتنا العربية.. وبالذات من اليمن وسورية ولبنان والعراق وليبيا بالتعامل بصورة حازمة وحاسمة مع أذرعها وأدواتها وعملائها وعدم السماح لها بالمضي في سياسة إيجاد دول "فارسية" داخل كل دولة عربية. العمل بقوة وبسرعة كافية بالتعاون مع الأسرة الدولية ومجلس الأمن.. على إنهاء التمرد في اليمن.. وعودة الاستقرار إليه مقترناً بعودة الشرعية.. تطبيقاً لقرار المجلس الأخير (2216) وما سبقه من قرارات ذات صلة. التأكد بأن "الاتفاق الإطاري المبدئي الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة (5+1) سيؤدي إلى اتفاق نهائي شامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني بما يضمن انسجامه مع جميع المعايير الدولية بما في ذلك المعايير المتعلقة بأمن وسلامة المنشآت النووية والإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية عليها. ومعالجة جميع المشاغل والتداعيات البيئية للبرنامج" كما نص على ذلك الإعلان الصادر عن قمة دول المجلس في الرياض يوم الثلاثاء الماضي (5 مايو 2015م) وألا يترتب على هذا الاتفاق أيضاً حصول إيران على دور أو ميزة في المنطقة من شأنه أن يحقق أجندتها المرفوضة بالكامل. إنقاذ الشعب السوري من أسوأ كارثة إنسانية عاشها شعب في جميع العصور.. وذلك بتسريع الجهود الأممية وفقاً لبيان جنيف/1 الصادر في يونيو العام 2013م وذلك بالتوصل إلى تفاهمات جادة بين أعضاء مجلس الأمن كافة تقوم على أساس إقصاء الأسد وعدم مشاركته في المرحلة الانتقالية للدولة السورية المفترض قيامها ممثلة من كل المكونات الحريصة على أمن وسلامة البلاد وعودة المهاجرين وإعادة بناء سورية وعودتها إلى منظومتها العربية بعيداً عن التدخلات الخارجية أو التلوين الطائفي والمذهبي.. وبما يحفظ لسورية وغير سورية وحدتها دون تجزئتها وتقسيمها تحت أي ظرف. •• هذه القضايا الأربع الملحة .. بالإضافة إلى الاتفاق المأمول حول تعامل أشد وأقوى وأكثر فاعلية نحو الإرهاب وشبكاته وميليشياته ومنابع إمداده بالقوة والحياة.. وكذلك إلى العمل معاً على التوصل إلى سلام بين العرب وإسرائيل في إطار قيام الدولتين ومبادرة السلام العربية.. وحمل المنظومة الدولية على فرض إرادتها بمواجهة عبث رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" وسياسته الرامية إلى تحدي المجتمع الدولي وإسقاط القرارات والمبادرات الدولية والإقليمية.. تمثل محاور أساسية في جدول أعمال هذه القمة الهامة. •• لو حدث هذا.. ونجحنا نحن وأميركا في التحرك بقوة وتكامل لساهمنا في إعادة صياغة موقف دولي أكثر تجانساً وفعالية وجدية لتحقيق الاستقرار الشامل في المنطقة والعالم. •• ونستطيع أن نقول أيضاً إن لدى دول مجلس التعاون الست وأميركا الكثير مما يمكن أن تقدمه لدول العالم وشعوبه لإنعاش الاقتصاد العالمي وضمان استقرار أوضاع سلعة النفط وإبعاد شبح الركود والتضخم وأعراضهما الفتاكة.. •• لكل ذلك أعود إلى القول.. إن قمة كامب ديفيد تهمنا بالقدر الذي تهم سائر دول العالم وشعوبه وأن الجميع يعلق عليها آمالاً عريضة تعتمد – في تحقيقها إلى حد كبير- على حكمة القادة الذين يدركون أن التعاون والتفاهم والتكامل يوفر فرصاً نادرة لقيام شراكات عظيمة تعود بكثير من الخير على المعمورة إذا أُحسن استثمارها وتوظيفها بنوايا صادقة وأمينة. *** ضمير مستتر: •• (التاريخ لا يُكتب إلا مرة واحدة.. والخالدون فيه هم الذين يضعون بصمتهم فيه لتدوم مدى الحياة).
مشاركة :