نسينا مشكلة الكتب الدراسية وعدم توفرها عند بدء الدراسة ما يزيد على ثلاثة عقود، حتى ظهرت المشكلة جلية في بداية هذا العام وظل الطلاب نحو ثلاثة أسابيع والكتب تأتيهم (بالقطاعي)، حتى كأننا عدنا إلى الوراء عدة عقود!. لقد كانت هذه المشكلة موجودة في وقت شح الموارد وتنازع المصاريف العامة عليها فكان يحصل تأخير في طباعة بعض الكتب الدراسية، ولكن إدارات مدارس (وزارة المعارف) حسب اسمها السابق الذي تطور (إلى التربية والتعليم) في وقت لاحق عملت بتوجيه من إدارات التعليم ومن ورائهم المسؤولون في الوزارة على تفادي ما هو متوقع من تأخير أو نقص في الكتب والمقررات عن طريق إفهام الطلاب والطالبات بأن عليهم تسليم كتبهم التي استلموها في بداية كل عام دراسي بعد نجاحهم إلى صف أعلى بإدارة المدرسة عند استلامهم للنتائج عند نهاية العام الدراسي، يستثنى من ذلك من عليهم «دور ثاني» والراسبون، وكان من وسائل تربية الأبناء على فضيلة الاحتفاظ بالأشياء القيمة تشجيعهم على تسليم كتبهم سليمة من التمزيق مغلفة (بالنايلون) أو الورق الصقيل، وكان الطالب الذي يحضر كتبه سليمة وكأنها جديدة يحظى بالثناء وأحيانا بمكافأة رمزية وتودع الكتب المسترجعة في مستودع كل مدرسة وتستخدم لسد النقص أو تأخير وصول الكتب عند بداية العام الدراسي، فإذا جاءت الكتب الجديدة سحبت المستعملة وأعطي الطلبة والطالبات من الجديدة وهكذا كل عام، ولكن الطفرة جاءت ولم تعد المدارس تستعيد الكتب وأصبحت الصحف تصورها ملقاة في مكب النفايات وعلى قارعة الطرق فلما بدأ العام الدراسي تعطلت الدراسة وارتبك المشهد وتم تبادل الاتهامات بين المطابع والوزارة، فلاهم ربوا الأبناء على فضيلة الاحتفاظ بالكتب المستعملة ولا هم وفروا لهم الكتب واكتفوا بالتنظير عن وسائل تحديث التعليم!!.
مشاركة :