سعد الحميدين.. خيمة القصيدة الحديثة وخيوطها

  • 2/16/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن غريباً على ذلك الطفل المفتون بالحرف والكلمة المجنّحة أن يمارس غوايته في معاقرة الأبجدية؛ ومراودتها، والتشبّث بجذع اللغة حتى آخر رمق من الهوس القرائي. هكذا كان سعد الحميدين وهو يلثغ أولى حروف الأبجدية، ويحاول أن يفك طلاسم المفردات ليقبض على المعنى. ولذلك مَهَرَ شغفه الأوّلي ودوّنه "رسوم على الحائط"*، ليُعلن للقصيدة عشقه لها بقوله: "خيمة أنت والخيوط أنا"، ولن أكترث بمآلات التجربة فقد "تنتحر النقوش أحيانًا"، ولكن "أيورق الندم" و"وللرماد نهاراته"؟. لم يحفل سعد الحميدين بقسوة الظروف ولا ضيق الأفكار التي أخذت تتشكّل في سماء وعيه مبكّراً وسط "غيوم يابسة" ثقة منه أنه سيكون يوماً ما يريد، وسيكون له، "وعلى الماء بصمة"، فآمن بموهبته البازغة بقوّة، وآثر دون فنون السرد جميعها الـ "عزف على الحروف"؛ ليظل سؤال الحداثة الجهير "سين بلا جواب". سعد الحميدين الذي مهر الحقبة الشعرية الحديثة في المملكة بديوانه الأول؛ "رسوم على الحائط" فاتحاً لجيله ومن تلاه طريق القصيدة الحديثة، وكاسراً حاجز التردد لدى رفقاء المسيرة وشداة القصيدة الوامضة بالفكر الطليق النائي عن جمود التقليد وركوده. لم تقف مساهمات سعد الحميدين عند الشعر؛ بل امتدت إلى نسج المقالة المتوشحة بالوعي والانفتاح على ثقافة الآخر، كما اجترح بقلمه الرهيف أرض النقد المجدبة وأثراها في الصحف والمجلات السعودية والعربية، ويحمد له النقاد أنه حاضر شعرياً ونقدياً؛ لذا من النادر أن نجد دراسة أو مقالة أو بحثاً في الشعر السعودي خالية من إشارة أو تحليل موجز أو مطول لتجربة الحميدين الشعرية، هذه التجربة التي يعتبرها تجسيداً حياً وباهراً للاشتغال الشعري الحداثي في منطقة الخليج العربي. العبارات بين الأوقواس عناوين لدواوين الشاعر.

مشاركة :