المفردة اللامعة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 9/8/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لو استقصينا لوجدنا أن مفردة (الإعلام) في اللغة والعمل والنشاط العام لم تكن دالة ولا معروفة عند الناس خاصتهم وعامتهم إلا حديثا. أضف إلى ذلك أنها لم تبرز في لغة العرب قديما، ولم يتكلموا بها. أخذناها من مفردة (إنفورميشن) الإنجليزية. وحتى الحرب العالمية الثانية كانوا يسمونها الدعاية (غوبلز) وزير دعاية هتلر. في ارشيف مجلة روز اليوسف المصرية سيجد الباحث أنها في منتصف الخمسينيّات من القرن الماضي جاءت بخبر طريف، مفاده أن بعض المشاركين العرب لمؤتمرٍ عُقد حول الإعلام (بكسر الهمزة) حضر (مُشارك) إلى مقرّ المؤتمر ومعهُ حقيبة ملأى بالأعلام (بفتح الهمزة). ولم تنس المجلة أن تُرفق مع الخبر رسما كاريكاتوريّا يُظهر المندوب (لا يوجد وزراء إعلام آنذاك) وهو يحمل علم بلاده. وفي داخل الحقيبة أعلام مختلفة الأحجام والأشكال..!. تقودنا تلك الواقعة إلى القول إن فكرة الإعلام في الوطن العربي لم تكن معروفة، وإن عُرفت فلم تكن بهذه الاحتفالية ولا هذا الصيت التي هي عليه اليوم، حيث أصبح وزير الإعلام ضمن بهاء الحكومة، مُتألّقاً، بل ومحط انبهار الناس. ومعتبراً لدى الوسط الفني (مسرح وموسيقى وغناء)، وكذا لدى دور النشر والطبع والتوزيع، وأيضا لدى فتيات الغلاف الطموحات.. إلى المجد الإعلاني وربما احتاجت اسمهُ عارضات الأزياء. كانت وظيفتهُ في مصر تُسمّى: وزارة الإرشاد القومي. أما في العراق إبّان العهد الملكي فكانت الوظيفة عبارة عن مديرية اسمها: مديرية الدعاية العامة. ترصد مشروعات التنمية وتترجمها إلى لغات عدة وتوزعها على السفارات ودور الصحف ومن يرغب. وفرصة مديرها في الوصول إلى القلوب الدافئة والوجوه الوسيمة فرصة ضعيفة. والممر إلى الكلام المعسول لم يكن سالكا. يمكن - أقول يمكن - أن معظم الدول العربية بدأت بإضافة مهام الثقافة إلى وزراء الإعلام. وأقول الحق.. هم يستحقون ذلك، وأغلبهم ينبوع معرفة. من هذا نُلاخظ أنهم عندنا في الشرق محل احتفاء وحظوة، وبعيدو الصيت، ترافقهم الشهرة، ابن جلا. وإن اتفقنا أن اللمعان هذا في الشرق فقط. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :