حتماً سمعتم غير العربي عندنا يُردد مفردة (موتاوّأ) ويقصد مُطوّع وتحديدا رجل الهيئة. وجاءت الصحف التي تصدر باللغة الإنجليزية في المملكة بإعطاء اسم أكاديمي بعض الشيء أو هو معجمي فقالوا بالإنجليزية: The Committee for the Promotion of Virtue and the Prevention of Vice (abbreviated CPVPV اعتُمد رسميا، لكن الصحافة الأجنبية لازالت - فيما نقرأ - تسمي الهيئة "الشرطة الدينية (Religious Police). وفي بلدان عربية أخرى قالوا "شرطة الآداب". وحتى في الغرب عندهم فرقة معروفة باسم " مكافحة الرذيلة " ((Vice Squa ومن مهامها مطاردة الجرائم التي تُرتكب خارج إطار الإخلاق كالدعارة العلنية والقمار غير المرخّص. والمطوع عندنا كانت - وربما لا تزال - صفة تُقَى ومعرفة.. وإلى جانب هذه وتلك كانت الكلمة تُطلق على من يتولى التدريس في الكتاتيب.. حتى إنهم أطلقوا على مُدرِّسة البنات في الكتاتيب كلمة "مطوّعة" مؤنث كلمة مطوع. وقال لسان العرب : طَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء في الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه، وهو تَفَعُّلٌ من الطّاعةِ. وطَوْعةُ: اسم. وتتوسع مهام المطوّع في كثير من الأحيان.. فكان يكتب على الجروح الجلدية المستعصية مستعيناً بما يعرفه من آيات الشفاء والتعاويذ.. ثم إنه يقرأ على الجروح وعلى المرضى أيضاً.. ولا أذكر أن أحداً من أولئك الأفاضل سُمّي شيخاً. مهمة أخرى فهو يجيد فن كتابة الخطوط "كاليوغرافي" وهذه أيضاً تعطيه فرصاً ثمينة كي يتميز ويتفاخر. ولعل المرء يرتاح إلى ما جرى ذكره فى أخبار العرب فقد قرأتُ عن رجل اسمه بشر بن عبدالملك علّم جماعة من أهل مكة، القراءة والكتابة، فلذلك كثر من يكتب بمكة.. ولذلك يقول رجل من كندة يمنّ على قريش بتعليم بِشْر لهم: ولاتجحدوا نعماء بشرٍ عليكمُ فقد كان ميمون النقيبة أزهرا أتاكم بخط الجزم حتى حفظتمو من المال ما قد كان شتى مبعثرا وقرأت شعراً شعبياً يقول بيت منه: صاحبي ينقش الحنا بكفّ حَسِين مثل نقش المطوّع بالقلم والدواة كان المطوّع يعيش على ما يأتيه من تلامذته.. ويرى في عيد الأضحى وقتاً تتحسن معه أحواله الغذائية.. ثم إنه لا توصد أمامه أبواب المساعدة وموقعه في المجتمع دائماً عزيز..
مشاركة :