مفردات مُركّبة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 8/2/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الإحصائيات ولُغتها في الغرب يعثر المرء على عبارات حديثة. فمثلاً إذا جاء السؤال عن سلعة أو جودة أو مشروع أهلي أو حكومي يضعون للمستهدف مربعات تكثر وتقل، لكنها تبدأ ب"نعم" ثم "لا" ثم "لا أدري" وربما أضافوا أيضاDon’t care أي لا يهمني الأمر. وعندي أن استقصاءات كهذه عندنا لا تلقى القبول أو الاهتمام. وربما قال أحدنا "وش كاري" أو كما يقول أهل مصر "ماليش دعوى". و"الوشكارية" التي جاءت كعنوان لهذه المادة تصلح في منطقة نجد، وهي جاءت من "وشكاري" أي لا دخل لي بالموضوع، واستعملها شعراء العامية كثيراً. وأرى أن هذه الكلمة سلبية.. أو غير قادرة على تحريك المشاعر.. والبرهان على ذلك أن ثمة سرقات في أكثر من مدينة في بلادنا تمت في وضح النهار. حيث أوقف منفذوها عرباتهم أمام منزل الضحية على أنهم طاقم صيانة أو عمال زراعة أو.. أو.. حتى أننا في هذه المنطقة سُمّينا "قوم وش كاري". ظهرت أخيراً في معاجم اللغة العربية مفردات يسمونها المفردات المركبة، وهو تآلف كلمتين لجعلهما كلمة واحدة. من هذه الكلمات على سبيل المثال كلمة "الزملحة" وهي جاءت من عبارة "إزالة الملوحة" أو التحلية.. ومذهب فلسفي جديد أظنه سياسياً اسمه "اللا أدرية" وجاءت من كلمتي لا أدري ودخلت إلينا من الاحصاءات في اللغة الانجليزية THE DON.T KNOW وجاءت العصور الإدارية الجديدة بكلمة "الهندرة" أي الهندسة الإدارية لارتباط الإدارة بالهندسة ارتباطاً وثيقاً، وفي اللغة العربية القديمة تسمع كلمات مثل "حوقل" أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وهذه الكلمات تعد بالمئات في اللغات الأخرى لكنها محدودة جداً باللغة العربية. أعتقد أن هذه الظاهرة لا تخفى على أحد، وتكثر في الحاضرة لأن البادية كانوا وربما لا زالوا يسألون كثيراً عن ما يهمهم وما لا يهمهم. وقد قرأت مقالة جيدة للصديق الكاتب حمد القاضي جاء فيها ذكر الجار وهو يسأل جاره بُعيد هطول الأمطار الغزيرة "عسى ما خالف عليكمشء" أي عسى كل شيء في منزلكم كله سليم.. ولم يحدث ما يخالف.

مشاركة :