قد يشعرُ الإنسانُ بالغربةِ حتى في وسط أهلهِ وأحبابهِ ، يشعرُ أحياناً بأنهُ غريبٌ بينهم ولكن هذه الغربةُ في داخلهِ فقط ، قد يشعر أن قلبهُ فارغ وأن وجدانهُ ظامئ وأن عروقهُ عطشى لا يعرف كيف يَرْويها .. يسأل من حولهُ عن شعورهِ هذا فلا يجدُ جواباً يُرشده ، فـ يلجأ لطبيبٍ يداوي علته فلا يجدُ علاجهُ الشافي ويتحدثَ مع من يحب ولا يجدُ ربيعَ قلبه .. إلى من يلجأ إذاً ؟! ولكن بعد تفكيرٍ عميق ورحلةِ بحثٍ طويلةٍ وجد ضالته وعلِمَ إلى من يلجأ أخيراً ! يلجأ ويعتصم بحبلِ الواحدِ الأحد الذي يجمع شتات قلبهِ ويريحَ عقلهُ ويسكنْ نفسهُ ويروي عطشَ روحهِ ؛ إنّه الملجأ الوحيد لنا جميعاً إنّه الله جلاَّ في عُلاه …….. وذلك لأن القلبَ يمرضَ كما يمرضُ البدن ، وشفاؤهُ في التوبةِ والتقربِ إلى الله ، ويجوعَ ويظمأَ كما يجوعُ البدنْ ، وطعامهُ وشرابهُ حبَّ الله والمعرفةُ الحقيقيةُ لهُ والتوكلَ عليهِ حق توكله . قال تعالى : (الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. ويجبُ على كلِ إنسانٍ أن لا يغفل عن دعاء الله وطلبهُ تثبيت قلبهِ على دِينه … لأن بُعدنا عنهُ ضياع وملجأُنا إلى غيرهِ هلاك ….. فلابد من تحقيقِ القرب والدنوّ من الله عزَّ وجل لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ).[البقرة:186]
مشاركة :