ماأجملَ ذلكَ اليومِ المُفعمُ بالفرح والبهجةِ والسعادةِ للجميع ، في ذلك اليوم الكلُ مبتسمْ طفلٌ كان أو كبيرٌ أو صغير ، السماءُ مبتهجةٌ تُنْزلُ اللؤلؤُ ، والسحابُ يتزاحمُ بالمكانِ ، والجبالُِ ترتدي ثوبُها الأبيضِ ، والأرضُ مغطاةٌ بالثلوجِ ، والسعادةُ والضحكَ لا يفارقُ وجهَ الحضور . الجميعُ في وسطِ ذهولٍ مما يرونَ من جمال ، فسبحان الخالقِ ماأبدعَ صُنعهُ [ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون] (النمل: 88). سبحان الذي خلق فأبدع فأذهل العيون وصورهُ في أعظمِ وأجملِ وأدقِ تصوير ، الجميعَ يبتهجُ فؤادهُ طرباً وحباً لما يشاهده ، المكانُ مزدحماً جداً على غيرِ العادةِ الكلُ يتسابق لمشاهدةِ هذا المنظرِ الخلاب هذا المنظر لا يتكررَ إلا كلَّ عدةَ سنواتٍ فهذِه فرصةٌ لا تعوض لمن يستطيعُ الحضورَ ومشاهدةِ المنظرِ منذُ بدايته .. نزولُ قطراتِ المطرِ ثم نزولِ الثلوجِ البيضاءِ التي تكسو المكانَ جمالاً غيرَ طبيعياً مع برودةِ الأجواءِ وانخفاضِ درجةِ الحرارةِ إلا أنك تشاهدُ بسماتِ الحضور وشدّة سعادتهم ورقصِهِم فرحاً وبهجةً لما يرون.. رأيتُ كأنما سحرُ الشتاءِ إجتمعَ في عرشٍ أبيضٍ قد رُصِع باللؤلؤِ والألماسِ ليقيم حفلاً يلتفُ حولهُ مُحِبّو الثلوج .. ما أعجبَ سرَّ الحياةِ ! كلَّ شجرةٍ في الشتاءِ تُظهِرُ جمالاً هندسياً مستقلاً ، قال تعالى :[ فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] سورة الروم (50) .. وانظرْ كيف يخلقُ في الطبيعةِ هذه المعاني التي تُبْهجُ كلَّ حي وانظر كيف يجعلُ في الأرضِ معنى السرور وفي الجوِ معنى السعادة.. يأتــي الشتــاءُ وتَزِيِنُ الأرضُ بالمطـــرِ وتَلّبِسُ الصحراءُ ثوبها الأبيضِ النَظِــرِي ويَلّتَــــفُ حولهـــا العُشــــاقُ للعِطْــرِ وتطيــرُ النفسُ بالفــــرحِ وبالبِشْـــرِي.
مشاركة :