الإنسان إجتماعي بطبعه يرتاح الى من يجالسة بأدب وأخلاق عالية.. يحتاج الإنسان الى من يساندة في هذه الحياة ومن يأخذ بيده ويشد عليها لكي لا ينحاز الى طُرقٍ سيئةٍ وغير مناسبةٍ له فكل انسان يحب أن يفضفض لصديق أو قريب أو أخ أو حبيب ؛ لأن الله جعل في قلوب البشر حب لبعضهم البعض ورأفةٌ ورحمةٌ بينهم وسكينةٌ ومودةٌ مع من تألفه الروح ولكن هناك أمراً مهماً يجب أن لا نغفل عنه جميعاً ألا وهو من يستحق هذه المكانة ومن يستحق هذه الفضفضة ليس كل إنسان تستطيع أن تشاركة همومك وأمور حياتك الشخصية يجب أن ننتبه عند إختيارنا الى هذا الصديق أو هذا الرفيق فليس الكل مؤهل لأن يصبح صديقاً وفياً وناصحاً خائفاً على مصلحتك وهنا تأتي مهمتك أنت كشخص تبحث عن الصداقة الصالحة يجب أن تجتهد، أن تنتقي أصحابك من المؤمنين، لا تنسى هذا الحديث الشريف: (( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِي ))، قال الشاعر الإمام الشافعي: سَــــلامٌ عَلى الدُنـــيا إِذا لَـم يَكن بِـها صَـديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا.. كلاً منّا يحلمُ بالصديق الوفي الذي يكون سنداً له وعوناً بعد الله سبحانه وتعالى لأن ظروف الإنسان تتبدل كل يوم ولا يكون بسعادةٍ دائمة ولكن اذا كان لديه هذا الصديق الوفي فإنه يخفف عنه بعض ظروف الحياة الصعبة ويكون سعادته التي يفتقدها اذا شعر بالبُؤس ، ولكن يجب أن لا نغفل أبداً عن أن هناك أشخاص كاذبين يستغلون حاجتك ويدَّعون المثالية والأُخوة ، لا أعلم ماهي مصلحتهم من هذا الكذب والتزييف سوى أنه يتسلى بالبشر أو نتيجةُ عقدةٍ لديه أو مصلحةٍ خاصةٍ به .. وفي ظِلال القرآن قوله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} الكهف [28]، في هذه الآية ضابط إختيار الصاحب الناصح الأمين الذي يتحلى بأخلاق المؤمنين سيما في مواطن الفتن؛ رُفقاء الصلاح والرأي السديد والعقلِ الراجحِ، نحرص على أن نخالط أصحاب الأخلاق الحميدة لا من يريد المنفعة المادية والمصلحة الوقتية نبحث عن من يريد بصحبته وجه الله والنُصح والأخوةِ الصادقةِ بعيداً عن إِخوةِ النسبِ والجنسيةِ والقبيلة … ولكنّي حين أرى الآن … واسمع بعضِ القصص التي تتفطرُ لها القلوب كيف تحولت هذه الصداقةُ الساميةُ المعاني الى هذه الصداقة في زماننا هذا لقد قلَّ الوفاء وقلَّ الصدق وأصبحت بعضُ الصداقات للمصلحةِ أو لحباً غيرَ مشروع مثل حب -المثليين- حين اسمع قصص بعض صديقات لي بالجامعة أتعجب كيف وصلَ بنا الحال الى هذه الصداقات المُبكيه التي لا يصِح أصلاً أن نسميها صداقة بل هي غضبٌ من الله حيثُ تتحول الصداقة من معنى طاهر الى حب يبغضة الله وتعلقٌ وعشقٌ مُحرم بين فتاتين أو شابين ، لقد تدهورَ معنى الصداقة وأصبح الإنسان يخافُ من الصداقات في هذا العصر لا تعلم ماهو مصير صداقة كانت حسنة في البداية فجأة تنقلب لعشق وجنون حد الإنتحار ، لماذا هذا المفهوم الخطأ في الصداقة ؟! لماذا دمَّرنا معنى الصداقة ؟! لماذا لا نراجعُ حساباتنا ومفاهيمنا قبل أن تتطور هذه الصداقات المُخزية للبشرية ؟! فقد سمعنا قصة صداقة الرسول ﷺ مع أبو بكر الصديق رضي الله عنه : قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : كُنّا في الهجرة وأنا عطشان جدا ، فجئتُ بمذقةِ لبن فناولتها للرسول ﷺ، وقلتُ له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي حتى ارتويت !! هذه الصداقة الحقيقية .. نعجبُ لهذة الأُخوة والصداقة الصدوقة أمَّا نحنُ فننحدر بمفهومِ الصداقة إلا من رحم ربي ، أتمنى أن تعود هذة الصداقات المُفعمة بالحب والأُخوة الصالحة وأن نبتعد عن كل مايُغضب الله عزَّ وجل وأن نجعل مخافة الله بين أعيُنِنا وأن نلتزم بتعاليم ديننا الحنيف.. أسأل الله لي ولكم أفضل الصداقات .. ودُمتم بخير وسعادة ..
مشاركة :