خبراء يكشفون لـ"المدائن" الحقائق الخفية وراء أزمة اللاجئين السوريين

  • 9/8/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الباحث المصري أحمد التلاوي: مخطط متكامل لتهجير العرب السُّنَّة من سورية وحالات الغرق مقصودة لتصويرها الكاتب المغربي عبدالله قرار: موجات الهجرة يراد بها كسر اتفاقية حرية الانتقال بين بلدان الاتحاد الأوروبي الخبير العراقي الحسن سلام: على دول الخليج الانتباه للفخ وعدم السماح باستقبال المهجرين تحت الضغط الإعلامي منذ أول العام الحالي هاجر مائة ألف سوري إلى أوروبا، بما يعادل حوالي 15 ألف شخص في الشهر الواحد في الأشهر السبعة الأولى من العام، توفي منهم ومن جنسيات أخرى ما بين 2500 إلى 3000 شخص في عرض البحر.. وكانت الأمور صامتة تماماً.. فلماذا الحملة الآن؟!. السؤال طرحته المدائن على المحللين السياسيين للبحث عن السبب في تصعيد أزمة اللاجئين السوريين في هذا التوقيت بالذات وموقف الدول العربية من الأمر، خصوصاً بعد تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، التي قال فيها إن معالجة موضوع اللاجئين أكبر من أن تقوم به الجامعة ويحتاج لحل سياسي إقليمي ودولي. الخبراء تساءلوا عمن يعمل على تفريغ سورية من المواطنين السنة بالذات خلال الفترة الأخيرة ولماذا؟، على الرغم من أن إجرام بشار الأسد في حصد الأرواح مستمر منذ ما يفوق الأربع سنوات لكن لم تشهد البلاد مثل هذه الحملة المدعومة من الإعلام الغربي بكامله، هل حركت صورة الطفل السوري الغارق الذي لفظته المياه على شاطئ منتجع سياحي تركي العالم؟ ، ولماذا لم تحركه آلاف الصور المماثلة وآخرها اختناق 71 من السوريين في ظهر شاحنة بالنمسا ظنوا أنها تنقلهم إلى جنة أوروبا هرباً من جحيم الشرق الأوسط؟. مخطط متكامل في البداية يرى الباحث المصري في شؤون التنمية السياسية، أحمد التلاوي، أن التساؤل الأهم هو كيف نمنع مزيداً من صور الطفل السوري أيلان كردي، مضيفاً لا أفهم سبب التدافع الحالي للمهاجرين؛ رغم أن وتيرة العنف في سورية كما هي.. بالعكس؛ هناك جبهات هدأت، ومناطق صارت آمنة.. الشيعة يواجهون مشكلات في قراهم مثل العرب السُّنَّة، ولكن معدلات النزوح كما هي، وإلى داخل سورية، والأكراد كذلك لم يهاجروا أصلاً ، وماتوا في كوباني على أرضهم وحاربت نساؤهم، ولم يتركوا ملليمترًا واحدًا لعصابات داعش، الأرقام والوقائع على الأرض؛ تشير إلى مخطط متكامل لتهجير العرب السُّنَّة بالذات من سورية، وإخلاء مناطقهم. واستغرب التلاوي التفاعل الإعلامي المفاجئ لهذه القضية من جانب بعض الأوساط، خصوصاً وأن عدد المهاجرين الأفغان أكبر من السوريين، ولم تقم الدنيا وتقعد لأجلهم، وعنصر الاستغراب الثاني؛ في الهجمة المفاجئة بدورها للمهاجرين السوريين إلى أوروبا؛ رغم أن العنف في سورية صار له ما يقرب من خمسة سنوات، ناهيك عن أن حملة إنقاذ اللاجئين السوريين، بدأت فورًا في نفس توقيت بدء موجة الهجرة الأخيرة، مات نحو ثلاثة آلاف سوري هذا العام في البحر، ولم نسمع عنهم إطلاقًا. ويرى التلاوي أن القصة مثيرة للغاية، وتتضافر فيها جهود قوى عديدة بعضها يعمل بحسن نية، بعد تنادي العلماء لذلك، والبعض جزء من مؤامرة لتفريغ سورية من الكتلة السكانية الأكبر، وخصوصاً العرب والأكراد، وهما مكونا السُّنة الأساسيين في سورية، ما يجري في سورية لتفريغها لإطالة أمد الصراع هناك، واستكمال قتل سورية كدولة جيوسياسية قائمة، وبطبيعة الحال هذا يصب في مصلحة أطراف إقليمية عديدة، مثل إسرائيل، ومثل تركيا، التي لها أطماع في شمال سورية، لا تخفى على أحد. وأضاف الباحث المصري، أن مخطط الفوضى الهدامة في الشرق الأوسط طويل المدى، وقرار من يقف وراءه يقضي بضرورة استكماله، ولأن جبهة مصر أُغلقت، فانفك فجأة طوق الفوضى الممتد من ليبيا إلى سورية والعراق؛ فإنه كان من الضروري تصعيد الوضع في بلدان الأزمة الحالية، وكانت سورية هي الطرف المختار لسهولة ذلك هناك، يدعم من ذلك أمران؛ الأول أن هناك تقارير تكلمت عن أن هناك حالات غرق للاجئين السوريين كانت مقصودة؛ لتصويرها، كما في حادثة الطفل أيلان كردي وشقيقه وأمه، ولو رأينا حالة الولد لفهمنا أن القصد تصويره وليس أي شيء آخر، الثاني حالة المهاجرين السوريين الذين وصلوا إلى المجر، وبلغاريا، وألمانيا، المستوى جيد وهيئاتهم لا تنم عن أناس فارين ركبوا البحر؛ فهم حصلوا على دعم طرف ما مادياً ولوجستياً للوصول إلى أوروبا.!! وتابع، لو رأينا هذه الصورة؛ لفهمنا أن موقف دول الخليج من أزمة المهاجرين السوريين سليم؛ لأن استيعاب المهاجرين السوريين، يعني المعاونة في مخطط تفريغ سورية لا مراء في ذلك، ولكن من جانب آخر، هناك من يموتون منهم في عرض البحر، وليس من الإنسانية والعدالة تركهم لمصيرهم، خصوصاً أنهم مجبرين على ذلك، هناك كما قيل لي أكثر من جهاز مخابرات يساعد في تنظيم صفوف المهاجرين السوريين.. هي معادلة صعبة فعلاً.. لكن أنا شخصيًّا، ضد مساعدة اللاجئين السوريين على الخروج من سورية أو الخروج من دائرة الدول المحيطة بسورية، الأردن، ولبنان ومصر وتركيا، خروجهم جريمة، ولو ماتوا في أرضهم؛ لكان خيرًا لهم ولسورية وللأمة كلها.. وفي كل الأحوال هم ميتون. اتفاقية شينجن في نفس السياق يرى الكاتب المغربي المهتم بالشأن الأوروبي، عبدالله قرار، أن موجات الهجرة الفجائية مقصود منها كسر اتفاقية حرية الانتقال بين بلدان الاتحاد الأوروبي شينجن ، وهو الأمر المقلق لتلك الدول، واعتقد أن هناك من يقف خلف هذا المخطط أولهم الولايات المتحدة، وآخرين. ولفت قرار إلى أن الهدف في الاهتمام الأوروبي المفاجئ على الرغم من كوارث ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم منذ سنوات تعني أن هناك مخطط لتفريغ سورية وزرع الجماعات الجهادية بها وربما خلق حرب بعد ذلك بين جبهة النصرة وداعش المتطرف لتصبح تلك المنطقة شوكة في خاصرة دول الخليج أولاً ثم دول المنطقة بالكامل في المقام الثاني. واقترح الكاتب المغربي أن تقوم القيادات السياسية بالدول العربية بالتعاطي مع الحكومات الغربية مستشهداً بالزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين للولايات المتحدة، وقبلها جولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بروسيا وألمانيا وممارسة ضغوط على بعض دول المنطقة المتهمة بتمويل إرهاب داعش للتوقف عن ذلك. توطين الإرهابيين من جانبه اتهم المحلل السياسي العراقي، الحسن سلام، الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا بالتسبب في الوضع الحالي بسورية، لافتاً إلى أن الاهتمام المفاجئ بقضية اللاجئين يسير في إطار خطة الإفراغ لمنطقة الشام كاملة بدءاً من سورية مروراً بالعراق وصولاً إلى لبنان، وتوطين الجماعات الإرهابية محلها في إطار خطة ممنهجة هدفها قريب الأمد خدمة الكيان الصهيوني وبعيد الأمد الضغط على دول الخليج. وحذر سلام دول الخليج وباقي الدول العربية من مغبة استقبال المهاجرين السوريين، والاستجابة للضغوط التي تمارس عليهم إعلامياً في الوقت الحالي، لأن ذلك يخدم توجهات القوى الغربية في مسلسل الإفراغ، وفي نفس الوقت يريح أوروبا من مخاوف تدفق اللاجئين إليها والتأثير المستقبلي لهم. واعتبر المحلل العراقي أن أزمة لاجئي سورية ستنتهي عندما تتراجع وتيرة القتال في سورية، وتتوقف تركيا عن دعم إرهابيي داعش بالسلاح والسماح بعبور المنضمين من كل دول العالم إليه، بالإضافة إلى أنه لا يوجد إجماع أوروبي بشأن تحديد الطرف المسؤول عن مأساة السوريين هل هي فاشية بشار أم إرهاب داعش؟، ولا على كيفية التعامل مع هذه الأزمة.

مشاركة :