إلى مرور الرياض مع التحية

  • 2/23/2021
  • 21:29
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاصمتنا الحبيبة الرياض، أصبحت تضاهي بتقدمها الحضاري والعمراني والخدمي أرقى العواصم العالمية وليس العربية فقط، (ولا ينبئُك مثلُ خبير) فقد أكرمني الله بزيارة معظم عواصم الدول الكبرى في آسيا شرقاً وأوروبا غرباً وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وعشت في تلك البلدان ردحاً من الزمن، وأكاد أجزم اليوم أن عاصمتنا الرياض تأتي في طليعة مدن وعواصم العالم في تنظيمها وتخطيطها العصري وطرقها السريعة، وشوارعها الداخلية العريضة وتشجيرها وناطحات السحاب فيها، إلى آخر القائمة، وإن كنت كتبت أكثر من مرة في هذه الصحيفة الغراء عما ألمَّ بشوارع الرياض الرئيسة والمهمة من تحويلات وحفريات وتشوهات بسبب مشروع المترو الذي تأخر تنفيذه كثيراً، وبات من يرتاد الرياض وخصوصاً الشوارع والمناطق الحيوية فيها كالعليا وشارع محمد بن عبدالعزيز يجد صعوبة فائقة في الحركة والتنقل. وتمتد حفريات وتحويلات المترو من أقصى شمال الرياض إلى أقصى جنوبها، وذلك أمر مفهوم ومقدر وإن كانت المدة قد طالت كثيراً، ونتمنى أن ينتهي هذا المشروع الحيوي في وقت مناسب كي تخف حدة الزحام والاختناقات المرورية في معظم شوارع الرياض وخطوطها الدائرية. وإن كان مشروع المترو يرجى انتهاؤه قريباً، فإن هناك مشكلة مرورية أخرى مزمنة لم نلحظ أنها تغيرت خلال سنوات طويلة بل إنها زادت واستفحلت كثيراً، وهي استهتار السائقين بأنظمة المرور وتجاوزهم لكل قواعده وأنظمته بشكل ملحوظ، ومنيقدم من جدة مثلاً يلحظ دون شك أن الضوابط والعقوبات الصارمة التي طبقت في جدة أدت إلى التزام معظم السائقين بالنظام المروري فما عاد أحد يقدم على تجاوز السرعة النظامية، أو يجرؤ على التنقل بين المسارات بشكل جنوني يمنة ويسرة ويعرّض كل من في الشارع لحوادث مروعة، ويقل كثيراً عدد السائقين الذين يتجاوزون المركبات التي أمامهم من طرف الطريق الضيق، وكل ذلك يرصد آلياً أو عن طريق الدوريات السرية وتطبق بحق المخالفين عقوبات صارمة أو يغرّموا بمبالغ مادية ضخمة. والقادم من جدة يلحظ استهتار السائقين الواضح في الرياض بكل هذه الأنظمة دون رقيب أو حسيب، سواءً كان ذلك في شوارع العاصمة أو في طرقها السريعة رغم اتساع الطرق وتعدد مساراتها وتنظيمها فائق الدقة، فكثر ما تجد سائقاً يتجاوزك بسرعة جنونية ويخترق السيارات التي أمامه يمنة أو يسرة ويعرّض عشرات السيارات لحوادث كبيرة، أو يتجاوزك من طرف الشارع الأيمن الضيق ويجبرك على الانحراف حتى تخشى أن تصدم بقية السيارات عن يمينك حتى يصل الأمر إلى السير بعكس اتجاه السيارات في كثير من الأحيان. أما (السقوط) على طابور السيارات في مواقع الدوران للخلف فحدّث ولا حرج وهو ما اختفى في جدة تقريباً مؤخراً بسبب صرامة العقوبات والغرامات. والغريب أنك لا تجد كاميرات ساهر في كثير من أحياء الرياض وشوارعها بينما تجدها في كل زقاق وحارة في جدة كما يقولون وقد يكون ذلك سبباً وراء استهتار السائقين.وهذه دعوة أوجهها من خلال هذا المنبر الإعلامي الوطني إلى المسؤولين في مرور الرياض لتشديد العقوبات الرادعة على السائقين المخالفين ونشر كاميرات ساهر كي تقل هذه التجاوزات التي لا تليق بعاصمتنا الحبيبة.

مشاركة :