ندرك تماما ما ترمي إليه الإدارة العامة للمرور عندما تصدر تعليماتها وترتب أنظمتها للوصول إلى ما تريد تحقيقه من أهداف لأجل تثقيف المواطن والمقيم بأصول القيادة والالتزام التام بقواعدها وآدابها، فصناعة الوعي العام مهمةً ليست سهلة، والوصول إلى الأهداف المرجوة يحتاج إلى وقت طويل من الجد والاجتهاد والمثابرة والجهد، مدعما بالخطط والبرامج التدريبية المكثفة لرجال المرور وتوعيتهم بأهمية التعامل مع الناس بأساليب راقية بعيدا عن القسوة، ولكن- مع الأسف الشديد- ما حصل خلال الأسابيع الماضية في منطقة جازان أمر يدعو للاستغراب، فمن غير المنطق وغير المقبول أن يتلقى معظم المواطنين رسائل على أجهزتهم النقالة بأنه تم قيد مخالفات مرورية عليهم وكانت متنوعة تتراوح بين عدم ربط حزام الأمان لمواطنين غير موجودين أصلا في مركباتهم، أو مخالفة الوقوف الخاطئ للمركبة في أماكن غير مخصصة للوقوف، خصوصا في المحافظات الصغيرة التي فاتها تخطيط المدن، وليس فيها أماكن مخصصة للوقوف، وليس بالإمكان التثبت من مواقع المخالفات بالكاميرات أو بالصور. جميل عندما نحترم الأنظمة، والأجمل عندما يتم تطبيقها بحرفية متناهية، ليشعر المواطن والمقيم بالعدل والمساواة، وعدم الجور والظلم، حينذاك سيتقبل الجميع كل التعليمات والجزاءات بصدور رحبة، ويأخذ المواطن حقه ويؤدي ما عليه، وعلى الإدارة العامة للمرور أن تساهم في برنامج اعرف حقك التوعوي لنشر ثقافة التوعية المرورية وثقافة الواجبات والحقوق في ظل الأنظمة المعمول بها. في الأسبوع الماضي، تقدمت بشكوى لإدارة المرور في منطقة جازان بسبب مخالفة جائرة تم قيدها على بطاقتي في مدينة جيزان، في حين أن زمن المخالفة المثبت في الرسالة كنت وقتها تحت الفحص الطبي في مستشفى الحرس الوطني بجدة، وقلت لعلها حالة فردية، أو خطأ غير مقصود، لكنني بعد يومين قرأت على صفحات الفيسبوك منشورات عديدة وفيها تذمر واضح من المواطنين والمقيمين في المنطقة، بسبب المخالفات المرورية الكثيفة والمتلاحقة التي وصلتهم في الأيام الماضية، وهذا يدل على أن هناك خطأ ما في تطبيق الأنظمة وتجاوزات واضحة في التعليمات التي يجب احترامها من الجميع، وعلى رأسهم المسؤول عن تنفيذها، والذي يعد احترامه للأنظمة عند تطبيقها أكثر وجوبا من غيره للحفاظ على أمن الوطن والمواطن، فهو الركيزة الأساسية في كل أرجاء الوطن ولا يستحق هذا الجور غير المسبوق.
مشاركة :