ينبغي الأخذ في الاعتبار أن سياسات العالم لا تنفصل عن بعضها، ولها إستراتيجية يحددها النظام العام للقيم التي تحكم الوجود السياسي، وهذا المسرح ليس مجرد مسمى وكلمات تعكس السياسة بل هو الذي يقدمها وينتجها وله قوة تأثير فكري وثقافي، فعلى سبيل المثال المسرح العمالي الأمريكي له وقفات مشهودة ضد العنصرية، وكثير من هذه المسارح لها وقفات رائدة مع الأحداث في العالم وعرّف الواقعيون السياسة (بأنها فن الممكن أو دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو فن الممكن يعني الخضوع لهذا الواقع وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة). لقد كان الظرف يتطلب حلولا عاجلة وتحركات حكيمة والملك سلمان له رؤية وأبعاد اقتصادية ذكية وفتح باب الاستثمار للمستثمر الأجنبي، والتعاون بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية وفق سياسة اقتصادية واضحة ومهمة ترفع من شأن الإنتاج وتنويع الدخل والسيطرة على الاحتكار الذي يهدد كيان الاقتصاد، وكان لهذا التعاون صدى واسعل رحبت به الشركات الأميركية العاملة في المملكة وبالقرار الذي يهدف إلى تنويع المصادر، وخلق توازن في الأسواق، وهذا الاتجاه تنتفع به الموارد الاقتصادية والسياسية. ولم يقتصر التعاون السعودي - الأميركي على التعاون العسكري بل تعزيز التعاون الاقتصادي فكانت القمة بين الملك سلمان والرئيس أوباما لشراكة إستراتيجية للقرن 21، وهذا الارتباط طويل الأجل بين القطاع الخاص الأميركي بالسعودية، والدوافع التي تحفز على استمرار العلاقات الاستثمارية بين البلدين وكيفية توزيع القوة والنفوذ والقرار لكي يسعى كل طرف إلى الانضمام نحو واقعة تاريخية مهمة ذات أثر كبير، فكل دول المنطقة تطمح إلى الاستقرار. وقد بدا ذلك واضحاً من زيارة الملك سلمان حفظه الله ورعاه التي تزامنت مع تطورات كبيرة في الشرق الأوسط وفي العالم ككل ومواجهة التحديات التي صنعتها إيران، وحرصاً على مصالح العرب والمسلمين والقضاء على الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ومناقشة قيود البرنامج النووي الإيراني. ومن أهم النتائج المناط مناقشتها إعادة رسم التوازنات في المنطقة العربية ومحاصرة التناقضات وإيجاد حل لقضية سورية واستقرار اليمن، ونخلص مما سبق أن أهداف المملكة العربية السعودية هو استرداد الحقوق الفلسطينية، وإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة. ولا شك في أن دور المملكة له تأثير كبير على مستوى العالم، حيث أكد بن روس نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي في تصريحات ل (قناة العربية): "أن قناعة واشنطن بضرورة رحيل رأس النظام السوري لم تتغير"، موضحاً "أن واشنطن تعمل مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي للتصدي للمشروع الإيراني في المنطقة وخاصة دعمها للمليشيات كحزب الله اللبناني، وذلك عبر تبادل استخباراتي على صعيد الدفاع العسكري". إن الالتزام بقضايا العالم من أولويات قائد الدولة والحرص على طرحها في الزيارات الرسمية رفيعة المستوى لتؤكد أنه لا معنى للتاريخ إذا لم يكن إنسانياً، ويمنح المفكر السياسي الناجح منزلة استثنائية تؤهله لحمل الحقيقة والشرعية التي يكافح من أجل تطبيقها، والمسؤولية إزاء أحداث وقضايا عصره كما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله -.
مشاركة :