هذه إرادة الله سبحانه وتعالى، وهذا قضاء الله وقدره على كل إنسان حي، ولكن المؤمن يسلّم بقضاء الله وقدره، هكذا الحياة انتقال من دار الدنيا إلى دار الآخرة، عندما تسير بنا الأيام وتتوالى علينا السنون السريعة بشكل عجيب، ما أشد ظلمة الحياة حينما نفقد أعزاء.. أو إخوانا.. حيث ودعت البحرين منذ أسبوع اثنين من أطيب رجالها الأوفياء والمخلصين المبدعين لبلدهما في كل المجالات (وكلاهما نجما منتخبنا الوطني لكرة القدم وناديي النجمة والمحرق؛ جمعة هلال وفيصل عبدالعزيز)، صاحبي المعدن الاصيل اللذين يهويان النجاح والتفوق.. إذ رحلا إلى جوار ربهما وعُرف عنهما روحهما الإنسانية التي لا تعرف الحسد ولا الحقد، كذلك تواضعهما وحبهما للأعمال الخيرية ومساعدة كل من حولهما في كل كبيرة وصغيرة.. قبل وفاتهما كان لي الشرف في التواصل معهما عبر الهاتف والمسجات وهما يردان عليّ بابتسامتهما رغم مرضهما، وأكثر ما شدني من ضمن كلامهما حبهما للبحرين وللقيادة الرشيدة وشيوخنا الكرام خاصة، والرياضيين عامة.. فيا لهما من مخلصين ونادرين.. لقد كانا رحمهما الله يتمتعان بصفات حميدة وما لمسناه من كافة الجموع الكثيرة من مختلف الفئات ومن جميع المناطق ومن خارج المملكة لتقديم العزاء يشعر بالمحبة والتقدير الذي يكنّه هؤلاء الناس للفقيدين، فتلك الجموع التي لم تقتصر على أصحاب المناصب العليا ووجهاء البلد فقط، بل شملت جميع فئات المجتمع المختلفة ومن الناس العاديين، كان تتوحّد في كلمة واحدة فقط، هي «رحمكما الله يا أطيب الناس». نقطة شديدة الوضوح بوفاتهما خسرنا رمزين استثنائيين وعلمين تاريخيًا في تاريخ كرة القدم البحرينية، واقتراحي عبر تلك السطور الحزينة هو إطلاق اسمهما ليخلدا للأجيال القادمة في أي مكان مناسب في ناديهما النجمة والمحرق، أو إقامة بطولة دولية أو محلية تحت إشراف اتحاد كرة القدم لهما، مع إصدار كتاب توثيقي يخلد ذكراهما؛ (لأنهما صنعا التاريخ البطولي بإنجازاتهما الكروية). تظلان دومًا في قلوبنا ما عمله (بوأحمد وبوعبدالعزيز) للكرة البحرينية بل في كل المجالات العامة لن ينسى.. رحلتما عن هذه الدنيا ولم ترحلا من قلوبنا.. أحببناكما.. ولأجل هذا الحب نرثيكما ونعزي أنفسنا.. ونؤمن بأن هذا قضاء الله وأجله.. ولأجل هذا الحب نسأل الله أن يسكنكما جناته العالية وينعم عليكما برحمته الواسعة..
مشاركة :