مِن مبادرات وفعاليات (الوَقْف العلمي لجامعة الملك عبدالعزيز) برنامج (المثالية في القيادة المرورية)، الذي يحاول أن يغرس في عقول الطلاب أصول القيادة المرورية الآمنة، من خلال التوعية، ومنح الجوائز القَيّمَة النقدية والعَيّنيّة لمَن تخلو سجلاتهم من المخالفات المرورية لمُددٍ معينة، ويقدمه (الوَقْفُ) بالتعاون مع إدارة المرور وبعض شركات القطاع الخاص. وقد شَرُفتُ بحضور حفل تقديم جوائزه قبل سنتين تقريبًا، ومازال يواصل مسيرته، حيث بلغ عدد من تفاعل معه من الطلاب أكثر من (3500 طالب)! ذلك البرنامج تذكرته وفي المنطقة الشرقية يُعْلَنُ عن (مسابقة للسائق المثالي) يصل مجموع جوائزها لـ(500 ألف ريال)! الجائزة تُقَدَّم هناك بالتعاون بين مرور المنطقة، وعدد من المؤسسات والشركات الكبرى! وتلك تجربة أراها رائدة في محاولات الوصول لمحطة السلامة المرورية؛ فإذا كان (برنامج ساهر، وتغليظ العقوبات المالية، وأحيانًا التوقيف والسِّجْن) لم تَحَدّ كثيرًا من الحوادث المرورية، فما زالت أرقام الوَفِيّات والإصابات التي تُخَلفها حوادث السّيْر كبيرة وصادمة! فبحسب تقرير نشرته (صحيفة الاقتصادية 18 أغسطس الماضي) فإن عام 2014م كان شاهدًا على (478,5) ألفًا من الحوادث بمعدل (55) حادثة كلّ ساعة، حصيلتها (7486) حالة وفاة، بمعدل (20) حالة يوميًّا، و(35,8) ألف إصابة!! وبالتالي علينا أن نغير خُطَط البحث عن الأمن المروري في المجتمع، بحيث يُخَفِّف من ضَربات عَصا العقوبة، لِتُسْتَبْدل بمثل تلك البرامج والفعاليات التي تُقَدّم التوعية والحوافِز! أيضًا كم أتمنى في هذا الميدان إلغاء الغرامات المالية من سجل السائق إذا أمضى ثلاثة أشهر (مثلاً) وهو لم يرتكب أية مخالفة أخرى، فتلك الخطوة ستصنع لديه ثقافة الالتزام بقواعد السّير الآمِن! أخيرًا هذه دعوة صادقة لتعميم تجربة جامعة الملك عبدالعزيز مع طلابها على كل الجامعات السعودية، وجائزة المنطقة الشرقية على جميع المناطق. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :