الجمعة الماضية كان غريباً وعجيباً ذاك الـخَـبَـرُ الذي نشرته (صحيفة الوطن)، وفيه: (التأكيد أن 6 جامعات سعودية حكومية بَـدَتْ عاجزة عن استيعاب وتوظيف 200 سعودي من حملة الدكتوراه في مختلف التخصصات، ولكنها في الوقت نفسه طرحت 851 وظيفة لشغلها بأكاديميين أجانب، عبر رغَـبَـات وإعلانات وَصَـلَـت للملحقيات الثقافية السعودية في الخارج)! فذلك الخبر المستفِــز المعادي لـ (برامج الـسّــعْـوَدَة)، ما هو إلا صورة وأنموذج من فوضى إدارية تعيشها 28 جامعة حكومية!! ففي حين مازالت تلك الجامعات تحت مظلة وتَـبَـعِـيَّــة وزارة التعليم إلا أن هناك تَـنَـافُــراً كحروف كلمة (مُـسْـتَـشْـزِرَات) في مناصب ومسميات الوكالات والعمادات فيها؛ إذ لايحكمها قانون أو هيكل إداري واضح المَـعَـالِـم؛ فكل جامعة تطلق ما تشاء من المناصب حتى تَـوَرَّم الكثير منها بالقيادات الإدارية! وهـو ما دعا (جامعة طيبة) في خطوة موفقة إلى الإعلان قبل أيام عن تقليص عدد عماداتها إلى سبع فقط؛ تماشياً مع رؤية السعودية 2030م، وتَـرشِـيْــداً للمصروفات، وللقضاء على البيروقراطية التي صنعتها دوامة تلك الوكَـالات والعمادات المساندة! وتأكيداً على ذلك الـتّـنَـافُــر وتلك الفوضى التي تعيشها الجامعات وفيما يتعلق بـ (الـبَـدَلات) سنوات طويلة وبعض الجامعات يَـنعمُ منسوبوها (ما شاء الله) بِـبَـدَل الحاسب الآلي، فيما يُـحْــرَمُ منه زملاؤهم في جامعات أخرى، دون أسباب واضحة أو منطقية، وأيضاً وفي ميدان البدلات مازالت الجامعات الحكومية متفاوتة في ما يُـعْــرف بـ (بَـدَلي الـنّـدرة، وحَـدَاثة الـنّـشْـأَة)! وفيما تتنافس مؤسساتنا الجامعية في صناعة تلك (المَـناصـب والـبَـدَلات) لا أَثَــر لأغلبها في البحث العلمي وخدمة المجتمع؛ إذ يقتصر دورها على تخريج طلاب وطالبات في تخصصات بعيدة عن حاجات سوق العمل! واليوم وفي انتظار التنظيم الجديد للجامعات نتمنى أن يحمل استقلاليتها كما هو الـحَـالُ في الـدّول المتقدمة على أن يحكمها خطوط عريضة واستراتيجيات واضحة، وانتخابات لقياداتها؛ فهي أولى في ذلك من الـغُـرف التجارية، ومجالس البَـلديات والأندية الأدبية؛ لاسيما وقـد كانت الانتخابات ممارسة في جامعاتنا قبل الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي! أخيراً وبالعودة لخبر صحيفة الوطن ألايمكن أن يكون (الاحتفاظ بِـبَـدل الـنُّـدرة) هو الـسّـبب في عدم توظيف الكفاءات السعودية، والبحث عن الأجنبية؟! (جـائِـز)!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :