إسرائيل تهدد وواشنطن تترقب، وإيران تُسرّع انتهاكاتها النووية

  • 3/9/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القدس/طهران - لوحت إسرائيل اليوم الثلاثاء بتوجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، مؤكدة قدرتها على فعل ذلك، في تهديد يأتي بالتزامن مع تدشين طهران مرحلة جديدة من انتهاك التزاماتها النووية، حيث قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها أبلغت الدول الأعضاء فيها بأن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-2إم) المتطورة في منشأتها تحت الأرض بنطنز. كما تأتي هذه التطورات في وقت لم تغادر فيه فكرة العودة للاتفاق النووي لعام 2015 متاهة الاشتراطات المتبادلة بين واشنطن وطهران وهي ورطة ترى موسكو أن حلّها في عودة أميركية إيرانية للاتفاق في وقت واحد بدلا من انتظار من يخطو الخطوة الأولى. وقد هدد وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين الثلاثاء، بتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية، مضيفا "إسرائيل تستطيع أن تدافع عن نفسها من التهديد الإيراني، بما في ذلك توجيه ضربات". وقال في مؤتمر تنظمه صحيفة 'مكور ريشون' الإسرائيلية "طهران تدعو إلى تدمير إسرائيل وتسعى إلى امتلاك السلاح النووي وتعمل على التموضع العسكري قرب الحدود الشمالية"، مضيفا "إسرائيل لا تسمح بذلك". وأكد وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي معارضته الشديدة "لرفع العقوبات المفروضة على إيران، لأن ذلك معناه ضخ المزيد من الأموال للتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط والعالم". وكانت إسرائيل قد توعدت في الأشهر الأخيرة بضرب مواقع إيرانية في حال استمرار السعي الإيراني لامتلاك أسلحة نووية. كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضته عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران لعام 2015، الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018. ورغم التهديدات الإسرائيلية والتحذيرات الغربية، لم تتوقف إيران عن انتهاك الاتفاق النووي للعام 2015 وقد دشنت أخيرا مرحلة أخرى من الانتهاكات بتخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي بمنشأة نطنز تحت الأرض، فيما تأتي تلك الخطوة في إطار تسريع الجمهورية الإسلامية في الآونة الأخيرة انتهاكاتها للقيود التي فرضها عليها الاتفاق، الذي أعفاها من عقوبات مالية مقابل تقييد أنشطتها النووية. وبدأت طهران تجاوز هذه القيود بعد أن انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق وعاود فرض العقوبات عليها عام 2018. ويستهدف تسريع وتيرة الانتهاكات على ما يبدو زيادة الضغط على جو بايدن سلف ترامب. ويريد الرئيس الأميركي الجديد إحياء الاتفاق، لكن واشنطن وطهران منخرطتان في مواجهة بشأن أيهما يتحرك أولا. ويسمح الاتفاق لإيران بتخصيب اليورانيوم باستخدام الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-1) في محطة تخصيب الوقود على نطاق تجاري في نطنز. وبدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 التخصيب هناك بواسطة مجموعة أولى من أجهزة (آي.آر-2إم) الأكثر كفاءة بكثير وتضيف إليها مجموعات أخرى منذ ذلك الحين. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تأكدت الوكالة في السابع من مارس 2021 أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في السلسلة الثالثة التي تضم 174 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2إم". وتابعت "السلسلة الرابعة التي تحوي 174 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2إم رُكبت لكن لم تُغذ بعد بسادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي وتركيب سلسلة خامسة جار وتركيب السادسة لم يبدأ بعد". وبحسب الوكالة فإنه إضافة إلى أجهزة آي.آر-1، تستخدم إيران حاليا 522 من أجهزة الطرد المركزي آي.آر-2إم لتخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء انشطاري خمسة بالمئة في محطة نطنز. ويزيد هذا عن نسبة نقاء 3.67 بالمئة المتفق عليها والتي يسمح بها الاتفاق النووي، لكنها تقل عن 20 بالمئة التي تخصب بها في منشأة أخرى هي فوردو. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب حتى نسبة نقاء 90 بالمئة وهي النسبة التي تتيح إنتاج سلاح نووي. وتسرع إيران من وتيرة انتهاك التزاماتها النووية لانتزاع مكاسب سياسية وتفاوضية، حيث تمارس ضغطا معاكسا للضغوط الأميركية والأوروبية وهي في مجملها ضغوط تهدف إلى دفع طهران للعودة للاتفاق النووي. إلا أن لروسيا رأي آخر بمثابة طريق ثالث لحلحلة الأزمة العالقة في "من يبدأ أولا". وقد شجعت الخارجية الروسية الثلاثاء على عودة منسقة بين الولايات المتحدة وإيران إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 فيما يرفض الطرفان القيام بالخطوة الأولى الحاسمة من أجل إنقاذ هذا النص. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "إذا اعتمدنا فقط على مسألة معرفة من سيعود أولا إلى احترام التزاماته، فإن هذا النقاش يمكن أن يتواصل إلى ما لا نهاية". وأضاف خلال زيارة رسمية إلى الإمارات "نعتبر أنه من الممكن تماما القيام بخطوات متزامنة ومنسقة من جانب الإيرانيين والأميركيين". والأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تزال "مستعدة للقاء إيران" من أجل إنقاذ الاتفاق رغم رفض طهران التي تعتبر أن الوقت ليس "مناسبا" بعد للقيام بذلك.

مشاركة :