إلى أين نحن ذاهبون؟

  • 3/11/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نحن مقبلون بالكويت، وفي كل دولة، على مرحلة ذات خصوصية بعد أن مر العالم كله بأزمة جائحة كورونا، وبعد أن تغيرت معايير الحياة وتبدلت الأولويات. سأتحدث عن الكويت باعتبارها وطني وبلادي، أتمنى أن نكون قد فكرنا في ضرورة تحديد أولويات هذا الوطن بعيدا جدا عن أي أولويات ضيقة، سواء كانت على مستوى الفرد أو المحيط به من دوائر تختلف في تكوينها وتختلف في طبيعتها. ‏بعد أن عشنا أكثر من عام في دوامة جائحة كورونا وتبدلت أولوياتنا من أولويات سياسية وغير سياسية إلى أولويات صحية واقتصادية، بغض النظر عما إذا كنا قد أعطينا هذه الأولويات ما تستحق من اهتمام ودراسة، إلا أننا يجب ألا نتغافل عن ذلك أبدا في الفترة القادمة، بغض النظر عن المسببات والدواعي التي لن تؤدي سوى إلى تبرير موقف من يدعيها. الفترة القادمة والمستقبل القريب أو البعيد هو مستقبل لغته تختلف كليا عما يجري حاليا. أثناء أزمة كورونا تبدلت كثير من معطيات الحياة، كما شهدناها في العالم وبالكويت، حيث التحول إلى العالم الرقمي والآلي، والمكننة التي استمر الحديث عنها طويلا، وكانت محور نقاشات وخطط، من دون مبادرة جادة بالبدء الفعلي في كل جهات العمل، إلى أن أحسنّا كلنا التعامل معها بفترة قصيرة، ونحن داخل بيوتنا، وبدت لنا أسهل بكثير مما كنا نتوقع. هذا الجانب لا بد من تعزيزه والمضي قدما فيه بشكل متقن، إلى جانب تعزيزه بكل مناحي الحياة. الحمد لله، شبابنا بالكويت مصدر فخرنا بتميزهم وحبهم لوطنهم، الأمر الذي يلقي عليهم مسؤولية الإعداد إلى المرحلة القادمة بتشجيع من الحكومة والجهات الخاصة أيضا. التوجه العالمي الحالي يتركز على مرحلة ما بعد النفط، حفاظا على البيئة بالدرجة الأولى، ولحماية الإنسان كنتيجة طبيعية لهذا التوجه بعد محاصرة الملوثات بكل أشكالها، بما فيها استخدامات النفط وما يتركه وراءه من مخلفات ليست صديقة للبيئة، ومن ثم التطلع إلى بدائل هذه الثروة للاستمرار في إمداد الشعب الكويتي بالحياة المريحة، وإن لم تكن بالمستوى نفسه خلال فترة عز النفط. هذه الأولويات المهمة تحتاج إلى استقرار وهدوء، بعيدا عن أي مواقف تأزيمية من الجهتين، الحكومة والبرلمان. الالتفات إلى هذه الأولويات يحتاج إلى الحكمة بالتفكير، كي لا يسرقنا الزمن ونحن نعجن في خلافاتنا وأزماتنا، والعالم القريب والبعيد يبتعد عنا شيئا فشيئا. لنفصل بين خلافاتنا ونزاعاتنا وأولوياتنا، وبين مستقبل وطننا ومصير أجيالنا القادمة.

مشاركة :