التقلبات السعرية تطغى على تعاملات السوق النفطية

  • 9/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توقع مختصون نفطيون أن تشهد تعاملات الأسبوع الجاري تلقبات سعرية مع الميل إلى الارتفاع النسبي بدعم بتراجع أعداد منصات الحفر الأمريكية على نحو كبير وتراجع الدولار بسبب انخفاض أسعار الواردات الأمريكية. وأشاروا إلى أن وجود بعض العوامل السلبية قد يجعل السوق أقرب إلى حالة التقلب السعري في مقدمتها عوامل الأداء المتباين لمؤشرات الاقتصاد الصيني التي تنعكس مباشرة على ضعف مستويات الطلب على النفط كما أن استمرار حالة وفرة المعروض تؤدي ببعض المصارف والمؤسسات المالية إلى خفض توقعاتها لأسعار النفط في العامين الجاري والمقبل وآخر تلك المصارف "جولدمان ساكس". وانضم البنك الأمريكي إلى قائمة طويلة من المصارف التي خفضت توقعاتها لأسعار النفط، إذ قلص توقعاته لأسعار الخام الأمريكي في 2015 إلى 48.10 دولار للبرميل من 52 دولارا، كما خفض البنك توقعاته لسعر "الخام" الأمريكي في 2016 إلى 45 دولارا للبرميل من 57 دولارا. وقلص "جولدمان ساكس" توقعاته لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت في 2015 إلى 53.70 دولار للبرميل من 58.20 دولار متوقعاً وصوله في 2016 إلى 49.50 دولار للبرميل انخفاضا من 62 دولارا في تقديراته السابقة. ويقول لـ "الاقتصادية"، أمورى لوفينز مؤسس ورئيس معهد "روكي مونتن" الأمريكي للتكنولوجيا والطاقة، "إنه يجب أن نستوعب جيدا أن هناك تحولات جذرية حدثت في سوق الطاقة ولن تتم العودة إلى الحالة التي كنا قبلها لأن التغييرات ليست عارضة بل هي تطورات أساسية حدثت في منظومة الطاقة العالمية". وأشار لوفينز إلى أن منظومة الطاقة في العالم أصبحت الآن في مصلحة هؤلاء الذين يركزون على قضية رفع كفاءة استخدام الطاقة وهؤلاء الذين يركزون على الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة وزيادة الاعتماد عليها لتصبح عصباً رئيساً في اقتصادهم القومي. وأوضح لوفينز أن ظروف سوق الطاقة الحالية تتطلب التركيز على قضية تنويع موارد الطاقة وتطوير خدمات العملاء وزيادة الاستثمار واقتناء التكنولوجيا المتطورة. وذكر لوفينز أن مرحلة اضطراب الأسواق الحالية تتطلب ضرورة التحرك السريع نحو جعل الاستثمارات في مجال الطاقة أعلى في الكفاءة وأقدر في التنافسية، مشيرا إلى أهمية زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، مشيراً إلى أن نسبة الاعتماد على تلك الطاقة في أوروبا لم تتجاوز 4.5 في المائة حتى وقت قريب. من جهته، أوضح لـ "الاقتصادية"، البروفيسور برنارد ماير أستاذ الجيولوجيا في جامعة كاليجاري في كندا، أن تراجع أسعار النفط كان بمثابة فرصة ثمينة لدول الاستهلاك خاصة أن هذا الانخفاض مستمر منذ فترة غير قصيرة ومن المتوقع أن يستمر خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الأمر سينعكس على الطلب العالمي على النفط الذي سيسجل مستويات قياسية في الارتفاع خلال الفترة المقبلة وذلك بحسب تقديرات عديد من المنظمات الدولية وبخاصة وكالة الطاقة وبالتالي يجب أن تستعد السوق لأسعار نفط مرتفعة مقبلة. وأشار ماير إلى أن النفط الصخري الأمريكي لن يستطيع الصمود طويلا في مواجهة أسعار النفط المنخفضة ولذا فان التوقعات الاقتصادية الدولية تميل إلى ترجيح حدوث تراجع حاد في إنتاج النفط الصخري خلال العام المقبل كنتيجة للانخفاض الحاد والمستمر في أسعار النفط الخام وبالتالي فإن حالة وفرة المعروض على حساب الطلب بدأت طريق النهاية وأن السوق مقبلة على مرحلة استعادة التوازن والتقارب بين المعروض النفطي والطلب الدولي. وأشار لـ "الاقتصادية"، جان مورسيك مدير إدارة الطاقة في شركة "سيمنز العالمية" إلى أن أسواق الطاقة يجب أن تكون أكثر انضباطا وتنظيما، مشدداً على أهمية ذلك في طمأنة المستثمرين بجدوى الاستثمار في هذه الأسواق وأهمية أن تكون الضمانات متوافرة لهذه الاستثمارات من أجل أن تحقق العوائد المرجوة. وطالب مورسيك بالاستعانة بخبرات الشركات الدولية عند اتخاذ قرار في مجال الاستثمار في قطاع الطاقة، موضحا أن "سيمنز" تركز على تقديم حلول تكنولوجية متطورة وفهم دقيق للظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسواق المختلفة. وشدد على أهمية التكامل بين ما يسمى تكنولوجيا التشغيل وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيجعلنا نصل إلى مستوى متميز في إدارة منظومة الطاقة وفي خلق فرص استثمار جيدة، موضحا أن هذا الأمر سيمكننا من بناء وحدات متكاملة للطاقة المتجددة تضم محطات الطاقة الشمسية وتوربينات توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة المائية. فى سياق آخر، تنطلق في العاصمة النمساوية فيينا اليوم أعمال الجمعية العامة رقم 59 للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمشاركة أغلب دول العالم على مستوى وزراء الطاقة والكهرباء ورؤساء هيئات الطاقة النووية والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى. وبحسب تقرير للوكالة الدولية فإن الجمعية العامة ستستمر أسبوعا وستبحث البت في العناصر الرئيسية للعمل بالوكالة إلى جانب الميزانية إضافة إلى عشرات الأحداث الأخرى. وقال التقرير "إن يوكيا آمانو المدير العام للوكالة سيلقي بيانا في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة يتناول التطورات الرئيسية في عمل الوكالة منذ اجتماع العام الماضي". وأضاف التقرير أن الجمعية العامة ستناقش مجموعة من الموضوعات المدرجة على قائمة أولويات الوكالة الدولية وفي مقدمتها كيفية تحقيق التنمية السلمية للتكنولوجيا النووية إلى جانب سبل مواصلة تعزيز برامج الوكالة في مجالات الطاقة النووية والإشعاع والنقل وأمان النفايات وأنشطة التعاون التقني والعلوم النووية والتكنولوجيا والتطبيقات. وأشار إلى أنه سيتم بحث القضايا الأخرى المتعلقة بالأمن النووي وكيفية تعزيز فعالية وتحسين كفاءة ضمانات الوكالة في هذا المجال إلى جانب التركيز على ضرورة تنفيذ اتفاق الضمانات لمعاهدة عدم الانتشار النووي وتطبيق ضمانات الوكالة في الشرق الأوسط. من جهة أخرى، ذكر بيان للمقر الأوروبي للأمم المتحدة في فيينا أن قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في نيويورك ستعقد في الفترة من 25-27 في الشهر الجاري بحضور أكثر من 160 من رؤساء الدول والحكومات جنبا إلى جنب مع قادة المجتمع المدني والقطاع الخاص. وأفاد البيان أن هذه القمة ستقوم باعتماد جدول الأمم المتحدة الجديد لأعمال التنمية المستدامة ويهدف الجدول إلى وضع برنامج جريء وطموح للقضاء على الفقر وتعزيز الرخاء والرفاهية لسكان العالم مع حماية البيئة على مدى السنوات الـ 15 المقبلة وسيتم التطرق إلى قضايا الطاقة وتأمين الإمدادات منها وارتباط ذلك بالإسراع في مجال التنمية. وكانت أسعار النفط الخام قد سجلت انخفاضا في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، حيث تم تداول النفط دون مستوى 48 دولارا للبرميل بأقل من نصف مستواه في شهر حزيران (يونيو) 2014.

مشاركة :