تميز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الموقر منذ وقت مبكر برؤية ثاقبة تستشرف المستقبل وتسعى إلى مواكبة -إن لم يكن سبق- مجرياته ومستجداته، وقد عبر عن ذلك سموه من خلال الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030م، التي كان بحق مهندسها والمشرف والمتابع الأمين لتضمينها في البرامج السنوية للحكومة والمقوم لآليات تطبيقها من خلال مجلس التنسيق الذي يرأسه. علاوة على قيادة سموه «فريق البحرين» بكل تميز واقتدار والذي حظي بإعجاب وتقييم دولي كبير في مجالات وضع وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، فضلا عن العديد من المبادرات الريادية التي أسست لرؤية ابداعية متميزة للعمل الحكومي قائمة على الانجاز والابتكار، سبق أن أشار سموه في كلمته بافتتاح الملتقى الحكومي الرابع 2019 إلى «أن تطوير فريق العمل الحكومي هو إحدى الأولويات التي نسعى دوما لتحقيقها للوصول إلى التميز في الأداء بما يرفد التطلعات المنشودة»، حيث ان الإدارة الحكومية بمستوياتها المختلفة هي عصب نجاح الدولة وعنصر رئيسي في تقدمها، وهي مفتاح التنمية في أي مجتمع، بديناميكيتها ورؤيتها الحصيفة للأمور واعتمادها المنهج العلمي الرصين في اتخاذ القرارات، ومزاوجتها بين أصحاب الخبرات الطويلة والمهارات المتراكمة، مع المبدعين وأصحاب الأفكار الارتقائية من الشباب المتعلم والمؤهل، والخاضعة لمصدر قرار واحد، وتعمل وفقا لرؤية استراتيجية واحدة، وتخضع لرقابة وطنية متعددة الاتجاهات (رقابة إدارية ومالية ونيابية وشعبية وصحفية) ستكون محصلتها انطلاقة تنموية مشهودة. وقد أوضح صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء هذه الرؤية عبر إجابته عن أسئلة رؤساء تحرير الصحف المحلية أثناء لقائه الميمون في 25 فبراير 2021م بالقول: «وبالرغم من أن التغيير سنة الحياة فأنا شخصيا أفتخر بالعمل مع عمالقة العمل الوطني من أصحاب الخبرات الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام والذين مازال بعضهم يسهم في منجزات العمل الحكومي، كما نتطلع إلى أن تكون تركيبة مجلس الوزراء مبنية على أسس الكفاءة، وتمثل مختلف الفئات العمرية، وإتاحة فرصة أكبر أيضا للشباب»، وان «ضخ الكفاءات في الجهاز الحكومي عبر التعيينات في المناصب الإدارية التنفيذية عملية مستمرة»، وإنها ستستمر في المستقبل وفق رؤية وطنية تستند إلى أهمية «تعزيز العدالة كمرتكز أساسي للاستقرار الاجتماعي»، لذا يرى سموه «أنه حان الوقت لضخ كفاءات جديدة في المناصب الإدارية، ويجب أن تكون التعيينات الحكومية مبنية على الكفاءة والولاء للوطن وتعكس نسيج مجتمعنا المتنوع الذي يمثل مصدر قوة لنا». كما أكد سموه أن «أن المحاسبة والمسؤولية من ثوابت ومرتكزات العمل الحكومي التي تسهم في صون المال العام وتعزيز الممارسات الصحيحة للحفاظ على الموارد وضمان استدامتها بما يحقق الأهداف المرجوة». وهذا هو نهج مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى في بناء الدولة وترسيخ تجربتها الإصلاحية الوطنية، لذا فإن سموه يؤكد مواصلة المسيرة التنموية الرائدة للمملكة بالقول: «سنبني على ما تحقق من منجزات أسهمت في رفد مسارات التنمية المختلفة بفضل رؤى وتوجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وإسهامات الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله». كما أوضح سموه رؤيته للمستقبل بالقول «إن مساعي التطوير والنماء مستمرة، ونحن نملك طموحًا لمستقبل البحرين وحاضرها لا نهاية له». وهذا هو عهد الشعب بسموه الكريم، فقد كان دائما ينظر بعيدا ويسعى لتحقيق كل ما يخدم الشعب وينهض بتجربته التنموية ويجعله في مصاف الدول المتقدمة في مختلف الميادين الاقتصادية والتقنية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتربوية والرياضية وغيرها، وحتى يتحقق ذلك الطموح لا بد من جهاز حكومي فاعل بمستوى المسؤولية الموكلة إليه: «نسعى إلى جهاز حكومي فاعل وعلى كفاءة وبحجم يتناسب مع متطلبات التنمية». ولان التنمية تتطلب تحقيق الأمن والاستقرار وإرساء قيم العدالة والمشاركة المجتمعية الفاعلة، فإن سموه يؤكد أهمية «ترسيخ حكم القانون والحزم في حفظ الوطن وكافة أبنائه»، الأمر الذي يتطلب ان تتضافر جهود الشعب مع الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق هذه الغايات السامية، وعليه يشدد سموه الكريم على ذلك بالقول: «يجب أن نعمل بروح فريق البحرين الواحد لتكون المملكة دائمًا واحة الأمن والأمان والاستقرار، ونسعى لأن تكون دار الابتكار وريادة الأعمال، وقادرة على خدمة اقتصادات المنطقة والنمو». وحيث إن قيادة مملكة البحرين لا تتحدث عن أمنيات جميلة لإشاعة البهجة في نفوس مواطنيها فحسب، بل تسعى بكل جدية واقتدار لتحويل الأمنيات إلى منجزات وواقع ملموس، يؤكد سموه: «إننا لن نتوقف ونحتاج إلى المزيد برغم ما تحقق، فإنجازات البحرين مستمرة بفضل عزيمة أبنائها»، مؤكدا سموه ان «تطلعات المواطنين هي أولويات العمل الحكومي بالمرحلة المقبلة»، وان يتم «تقييم العمل وفق الإنجاز وليس الأقوال»، الأمر الذي يعبر بصدق عن الكفاءة القيادية لسموه والقدرة العالية على القيادة الارتقائية والتحفيز المتواصل والتأثير الشعبي الملهم والاتصال الفاعل، والعمل بروح الفريق الواحد التي هي قواعد نجاح القائد الإداري المميز. حفظ الله قيادة مملكة البحرين وشعبها الوفي وأعانها على تحقيق أهدافها في النهضة والتقدم والارتقاء، انه نعم الحافظ ونعم المعين. { أكاديمي وخبير اقتصادي
مشاركة :