لا سلام مع القتلة في اليمن - هاشم عبده هاشم

  • 9/15/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

•• لست متفائلاً بنجاح سريع لجولة الاجتماعات الثنائية المقرر عقدها في «مسقط» أو «الكويت» كما يتردد بين السلطة الشرعية في اليمن وبين المتمردين (الحوثيين وصالح) وذلك بعد فشل اجتماعات جنيف الأولى.. •• صحيح أن الوضع – على الأرض – الآن أفضل منه عند عقد اجتماع جنيف السابق.. وبالذات بعد تحرير أكثر محافظات الجنوب وعودة الحياة شبه الطبيعية إلى عدن وما حولها.. وتزايد الضغط على المتمردين في مأرب وتعز والبيضاء.. لكن الأكثر صحة هو أن الوضع معقد للغاية.. وأن الحوثيين وصالح لن يستسلموا بسهولة وأن قبولهم بكافة بنود القرار (2216) قد لا يكون وارداً بما في ذلك سن عقوبات شديدة على رؤوس الفتنة.. فضلاً عن الإذعان لقرار مجلس الأمن يعني سقوط المخطط الإيراني بالكامل وهو المخطط الذي التزم الحوثيون وصالح بتنفيذه في اليمن.. •• لذلك أقول.. إن توقع انتهاء الحرب قريباً يبدو غير وارد وبالتالي فإن استمرار المواجهة هو الاحتمال الأكبر والمتوقع بالرغم من الضغوط التي تُمارس الآن لإيقاف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية على اختلافها.. •• ذلك أن المتمردين الآن في وضع سيئ.. وأن إيقاف العمليات العسكرية سيمكنهم من التقاط الأنفاس.. وإعادة تنظيم صفوفهم وتجميع فلولهم.. وربما يسمح لهم بنقل الأسلحة الثقيلة إلى خارج مناطق العمليات العسكرية.. وبالذات إلى صعدة حتى لا يضطروا في ظل أي اتفاق قد يسلمون به لتسليم عتادهم وأسلحتهم للسلطة في النهاية ويجدون أنفسهم بلا سلاح.. وأنهم غير قادرين على فرض شروطهم وطلباتهم في عملية التفاوض أو معاودة الانقلاب على هذا الاتفاق حتى بعد التوصل إليه.. كما حدث ذلك مراراً منهم.. •• وإذا تمكن الحوثيون من تسريب هذه الأسلحة والمعدات الثقيلة.. إلى منطقة «صعدة» فانهم ينقلون بذلك الحرب من الداخل اليمني إلى حدود المملكة وبالتالي يتضاعف خطرهم المستقبلي علينا وعلى سائر دول الخليج العربي وهذا غير مقبول.. ولا يمكن السماح به.. أو التهاون بشأنه أو التراخي إزاءه.. •• وحتى الضغوط التي ستواجهها دول التحالف بإيقاف العمليات تحت أي مبرر.. لا يجب أن نستجيب لها حتى وإن بدا أن فيها مصلحة للجميع لأننا نتفاوض مع أناس لا ذمة ولا عهد لهم.. وأنهم يعملون ضمن أجندة خطيرة لا يمكن التنازل عنها.. ولأن سقوط هذه الأجندة في اليمن معناه سقوط مشروع إيران التوسعي في المنطقة كلها. •• صحيح ان استمرار الحرب مكلف لنا في الأرواح والأموال ومعطل لخطط وبرامج التنمية في الخليج العربي.. لكن الأكثر صحة أن المضي فيها أقل تكلفة من أن تظل دولنا وشعوبنا رهن التهديد والابتزاز الإيراني والحوثي إلى ما لا نهاية. *** ضمير مستتر: •• (قد نضحي بالكثير الآن.. لكننا نتجنب ما هو أعظم وأسوأ في المستقبل).

مشاركة :