نعود مرة أخرى إلى «الأسئلة الذهبية»: (ماذا، من، متى، كيف، لماذا؟)، لنكمل ما بدأناه منها، حيث تناولنا في المقال السابق: (ماذا، ومن)، وسنتحدث اليوم عن الثلاث الباقية: (متى، وكيف، ولماذا؟). «متى».. وتخص الجانب الزمني، أي المدة التي تتم فيها عملية التعليم، سواء الحصة أو الفصل الدراسي أو العام، كما أنها تحيط بسن الطالب والمعلم والإدارة معًا، فكلما كان كل طرف منها في سن مناسبة لنوعية وكمية المعلومات، فإنهم سيُحقِّقون نجاحات رائعة، ولذلك فإن من الضروري مراعاة السن لتسجيل الطفل في المرحلة الابتدائية، ومن المنطق عدم التعجل في تلقين الصغار جرعات معرفية قد لا تتناسب والمرحلة العمرية، وخاصة الروضة والتمهيدي كما هو حاصل في كثير من المؤسسات التعليمية ما قبل المدرسة، في حين أن هذه السن تستحق الكثير من إمتاع الطفل باللعب لإشباع احتياجاته النفسية والعقلية والاجتماعية «لاعبه سبعًا»! «كيف».. وهي مربط الفرس في المنظومة التعليمية، وتعني الطرق والأساليب المستخدمة في تعليم وتوجيه الطلاب عامة والمراحل الابتدائية خاصة، والأولية على وجه الخصوص، ويمكن الحديث عن طرق واستراتيجيات التدريس، نظريًا وتطبيقيًا، وما يُصاحبها من وسائل وتقنيات تعليمية تقليدية ومعاصرة، وكلما كان المعلم مستوعبًا لأهمية وحساسية هذه الآليات ومتمكنًا من استخدامها بجدارة ومتجددًا ومرنًا في المواقف كان التميز أحق به، وكانت نتائج طلابه مبهجة له ولهم ولمدرستهم!. «لماذا؟».. هو السؤال الأخير من حيث الترتيب، لكنه الأهم، ويمكن وضعه في المقدمة، فوضوح الهدف من التعليم والتعلم لدى كل الأطراف (الطالب والمعلم والإدارة والمجتمع)، وكلما كانت الأهداف كبيرة بعيدة المدى وعميقة الجذور، كلما كانت القناعة بها راسخة لدى الجميع، تم تحقيق أفضل النتائج، وكان الشعور بالسعادة غامرًا لأن الإنفاق على العملية حقق ما كان يرجى منه، والخسارة أن يذهب الإنفاق دون مخرجات تتناسب مع ما يُبذل في سبيله، ومعرفة الأهداف العليا من العملية التعليمية ووضوحها لدى كل منسوبي القطاع، مع القناعة الكافية بخطورة الدور الذي يتحملونه يضعهم على المسار السليم، بل وتتكشف لديهم من الطاقات الإبداعية والرغبة الصادقة في الإصرار على الارتقاء بأدائهم مهما كانت التضحيات، فالتعليم والتربية من أخطر المسؤوليات والمهام التي من خلالها يتم بناء المجتمع أو تدميره!. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain