قال المتنبي: كل من لا قيتُ يَشكو همه ليت شعري هذه الدنيا لمَنْ؟ إنها لمن طلقها، واكتفى منها بعيشٍ وكفن.. سبحان الله، الكل في هذه الدنيا يشكو همه؛ الغني يشكو، والفقير يشكو، والمريض والصحيح كذلك، ومَن وهبه الله ذرية، ومَن حُرم منها، مَن يعمل ومَن ليس له عمل. في بداية دراستي بجامعة (ويلز) كنت في وضع غير مريح نفسياً. التقيت حينها زميلاً يدرس في الجامعة نفسها، وبعدما شرحت له حالتي بدأ يسرد لي ما لديه من هموم فوجدتها أكثر مقارنة بما أحمله من هم، ومع ذلك كان صابرًا لله محتسبًا. ولتسليتي ذكر قصة عجيبة، تدل دلالة كبيرة على أن الفرد المؤمن يجب عليه أن يصبر على الابتلاء؛ لأن غيره قد يكون أشد ابتلاءً منه. والقصة كالآتي: * هناك عمدة لإحدى القرى نما إلى علمه أن أبناء قريته يشتكون من هموم الدنيا التي يحملونها؛ فطلب منهم في أحد الأيام أن يتواجدوا في سوق القرية يحمل كل منهم همه، ويقفوا في صف واحد، يوضع كل فرد منهم همه أمامه، وطلب من كل فرد منهم المرور على الجميع، وأن يختار الأقل همًّا ويترك همه مكانه. وبعد الانتهاء سأل عمدة القرية كل واحد منهم إن كان قد اختار همًّا آخر فكانت النتيجة أن الجميع رضي بما قسم الله له من هم. انتهت القصة. هذه القصة تبيّن أن المرء يجب عليه أن يحمد الله على ما ابتلاه، ويتذكر أن غيره قد يكون أكثر ابتلاء منه، وعندها تصفو النفوس، وتكون القناعة. (تذكر أنها دنيا)!
مشاركة :