كانت له روح جميلة، يذكره كل من عرفه بالخير، يقولون إن يده البيضاء كانت سباقة بالخير، ويصفونه بأنه كان والداً للجميع، لم يرد يوماً أحداً وقف ببابه. فقد كان مستمعاً جيداً وصاحب لسان ينطق بالحكمة والنصيحة، هكذا يرى عدد من المسؤولين والمثقفين، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي مضى عند رب كريم، تاركاً وراءه سيرة عطرة، يفوح عبقها في كافة جنبات دبي والإمارات، وهو صاحب إسهامات وعطاء لا محدود، أصاب به بقاع الأرض، والتي مد بين شرقها وغربها، جسور المعرفة والمحبة والسلام. «كان رجلاً قل نظيره، كرس حياته لوطنه وشعبه»، بهذا التعبير، آثر ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج، أن يبدأ حديثه عن شخصية الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وأضاف: «كان رحمه الله، قائداً وطنياً من الطراز الرفيع، إنجازاته شاهدة على سيرته الإنسانية في البذل والعطاء والخير التي طالت شتى أنحاء العالم». وأضاف: «ترك لنا فقيد الوطن إرثاً غنياً من العطاء والإنجازات ومسيرة حافلة بالعمل الوطني، وأرست حياته مثالاً ساطعاً للوفاء والولاء للوطن والعمل الصادق، تستلهم منها الأجيال الحالية والمقبلة، معاني حب الوطن، فكانت مآثره الوطنية والإنسانية شاهداً على عظمته ومنارة لأهل العلم والمعرفة»، مؤكداً أن الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، كان من أبرز الداعمين لمسيرة الإعلام والإعلاميين. الأب الروحي وأكد أحمد المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة والتلفزيون في مؤسسة دبي للإعلام، أن الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، كان بمثابة الأب الروحي للإعلام في دبي. وقال: «منذ تسلمه رئاسة بلدية دبي مباشرة بعد تخرجه في منتصف الستينات، بقي داعماً قوياً للإعلام حتى بعد تكليفه بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد والتجارة والصناعة في أول حكومة اتحادية، حيث أشرف على إبراز المواهب والطاقات الإعلامية الإماراتية، وسعى إلى النهوض بالكوادر الإعلامية العاملة في الإمارة، لمواكبة النهضة العمرانية والإنسانية التي شهدتها دبي والإمارات». اهتمامات متعددة وتوقف المنصوري، عند مسيرة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، واهتماماته المتعددة وإنجازاته التي لا تحصى، بداية من الأعمال الإنسانية ومساهماته المحلية والعربية والعالمية في هذا المجال، وأياديه البيضاء، إلى جانب حبه وشغفه بالثقافة والآداب والإنجازات العلمية، عبر تشجيع الأبحاث العلمية والطبية، وإنشائه لعدد من الجوائز العلمية والتربوية القيمة. كذلك حرصه على التنمية البشرية المستدامة في بيئة عالمية مستقرة ترتكز على الحوار والشراكة، إلى جانب ترأسه العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية الرفيعة المستوى، التي تلعب دوراً حيوياً في دعم الاقتصاد وسوق العمل. شيخ الإنسانية جمال الشريف، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في سلطة دبي للتطوير، رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، آثر وصف الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، بـ«الوالد» و«شيخ الإنسانية». حيث يقول: «كنت أحد الذين أصابهم الحظ بأن التقيت المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، مرات عديدة، مكنتني من الاحتكاك به عن قرب، وتلمس مدى صفاء قلبه، وطيب لسانه، حضرت معظم مجالسه الرمضانية، التي كانت عامرة بالخير والعطاء الذي أصاب المواطن والمقيم على حد سواء، حيث لم يكن، رحمه الله، يفرق بين أحد، فالكل لديه يتشارك بالإنسانية». مواقف عديدة لا تزال المخرجة نايلة الخاجة، تحمل في ذاكرتها، مجموعة من المواقف التي جمعتها بالشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وتقول: «لن تمحى تلك اللحظات التي عشتها خلال زيارتي لقصره رفقة ميرزا الصايغ، مدير مكتبه، لمناقشة تمكين المرأة والتعليم، شعرت آنذاك بقدر انفتاحه وباهتمامه في هذا الجانب، وهو الذي دعم وموّل على مدار سنوات، الكثير من المبادرات، والزيارات الميدانية لمجموعات كبيرة من الطلبة لتطوير مهاراتهم بشكل أكبر». نايلة تشير إلى أن رحيله، كان صدمة لها ولأقرانها من أبناء الوطن، وقالت: «عرفناه كريماً وصاحب قلب كبير، وأحد رجالات الدولة، فلا تزال أصابعنا تتلمس يومياً توقيعه الممهور على عملاتنا الوطنية، ولمسنا جميعاً عمق علاقته الأخوية مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وكيف شكلا معاً قوة قيادية، لا يزال تأثيرها واضحاً على أرض الواقع». شخصية هادئة بلسان يلهج بالدعاء لرب كريم بأن يتغمد الله بواسع رحمته روح الشيخ حمدان بن راشد، حدثتنا المخرجة نهلة الفهد، قائلة: «رحل عنا بجسده، ولكنه باقٍ في قلوبنا، بكل عطاءاته وإنجازاته. حيث الجميع يشهد له بذلك»، وتضيف: «لقد كان رحمه الله صاحب شخصية هادئة، ولعل اللافت أن كافة المبادرات التي أنجزها، تمت بكل هدوء والغاية منها هو رفع اسم الدولة عالياً، وبلا شك إنها ستظل باقية وتشهد له، لذا دائماً كنا نشعر بأنه، رحمه الله، مثل الأب الحنون، لا سيما وأن عطاءه وصل إلى أقصى حدود الأرض، التي كانت قريبة جداً إلى قلبه». مشيرة إلى أن الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، كان صاحب شخصية هادئة يعمل في صمت، من أجل رفع راية الدولة في شتى الميادين التعليمية والطبية والإنسانية، قائلة: «بصماته الإنسانية ستظل حية في دروب الخير والعطاء». قلب كبير أما مريم عثمان، المدير العام لمركز راشد لأصحاب الهمم، فقالت: «لقد كان، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، رحيماً وأباً عطوفاً، أسكن في ذاكرته أصحاب الهمم، وتولاهم برعايته، فكان يستحق منحه جائزة راشد للشخصية الإنسانية، فهو صاحب قلب كبير»، وتضيف: «لقد كان، رحمه الله، صاحب شخصية معطاءه ونصيراً للإنسانية، قدم الكثير من المشاريع والدعم للطفولة ولأصحاب الهمم. لقد قدم للإنسانية أخلص وأطيب المشاعر، حيث كان قلبه كبيراً وصاحب مبادئ سامية وأعمال جليلة»، قائلة: إن صورته المعلقة في أروقة مركز راشد لأصحاب الهمم، ستظل تذكرنا بأياديه البيضاء، وستبقيه حياً في القلوب. عطاء يفوق التصور استذكر جمال الشريف، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في سلطة دبي للتطوير، رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، مواقف كثيرة عن المغفور له الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، واصفاً إياه بـ«المستمع الجيد»، قائلاً: «كان مستمعاً جيداً لنا، وبناءً على ذلك كان يمنحنا النصيحة التي تساعدنا في مواصلة طريقنا نحو الأمام، وكان عطاؤه، رحمه الله، يفوق التصور وليس قاصراً على حدود الإمارات وإنما امتد إلى خارجها، ذلك ما يمكن أن نتلمسه من خلال ردود أفعال الناس على مواقع التواصل الاجتماعي. والذين احتكوا وتعاملوا معه وعرفوه، فكان الحزن كبيراً على رحيله». ويشير جمال إلى أنه لمس مدى تغلغل الحزن في شوارع دبي ومناطقها وأهلها، وقال: «ما لمسته بالأمس من حزن الناس على رحيل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، يكشف لنا عن مدى حب الناس لقيادتنا الرشيدة.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :