في بلد العطاء وشهر البركة، يتعاظم الخير برموزه وفرسانه، في مبادرات إنسانية فريدة ونوعية، تضرب المثل والقدوة في الرحمة والإحسان، فما أعلن عنه محمد بن راشد، أمس، بتأسيس مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان، هو تكريم عظيم يليق بتاريخ رمز الخير والعطاء المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله. فقيد الإنسانية، حمدان بن راشد، كان ليفرح أشد الفرح بهذه المبادرة النبيلة، فهي من نوع العمل الذي كان، رحمه الله، يعطيه ليله ونهاره، سواء على المستوى الخيري والإنساني، أو على مستوى الاهتمام بالقطاعات الحيوية وفي مقدمتها الصحة، فقد أولى الراحل الكبير، هذين الجانبين جل اهتمامه ورعايته، حتى بات بحق رمزاً لبلوغهما غايتهما في عون الإنسان ورحمة الصغير والكبير، وحفظ الحياة وكرامة العيش، وهو ما يؤكده محمد بن راشد بقوله: «حمدان بن راشد كان مميزاً في خيره وعطائه وإنفاقه ورحمته وتواضعه.. كان اهتمامه بالتعليم والصحة والأيتام مستمراً ولم يتوقف عبر عقود.. ما زال فقده يوجعنا.. وذكراه في كل ركن من دبي.. وسيبقى اسمه باقياً وخالداً بإذن الله في سجل المحسنين». اختيار هذا الصرح الطبي العالمي المفتوح للجميع، لتخليد ذكرى فقيد الإنسانية، دليل واضح على أن قيادة دبي تنتهج استراتيجية مختلفة في العمل الخيري، هدفها الأكبر ترسيخ نماذج في العطاء والبذل والمحبة للجميع، ولا أعظم من نموذج حمدان بن راشد، ليكون منارة خير تضيء للآخرين الطريق، فقد وصلت أياديه البيضاء إلى أقاصي الأرض، وثمارها الإيجابية ستظل ذا أُثر في حياة الملايين على الدوام. ما يميز هذا الاختيار أيضاً، أنه من نوع الخير الدائم، إذ سيستقبل 30 ألف مراجع سنوياً من مرضى السرطان غير القادرين على تكلفة العلاج، ويعتبر كذلك من العطاء المبتكر، حيث سيجمع تحت سقفه بين الخبرات المبتكرة والتقنيات الطبية المتقدمة إلى جانب قيامه بدور بحثي وتدريبي رائد، ويقدم بذلك كله دعماً غير مسبوق للارتقاء بحفظ وجودة حياة الناس. لا هدف يسبق في أولويته الوطنية تقديم رعاية صحية فائقة للجميع، ضمن رؤية الإمارات وقيادتها، وهذا ما يؤكده إنشاء هذا الصرح لتكريم رمز الاهتمام بالرعاية الصحية، وطنياً وحول العالم، فاعتماد إقامة هذا المستشفى يشير بوضوح إلى أن قيادة الإمارات عازمة على تحقيق قفزة نوعية في المجال الصحي، تكون مواكبة وداعمة لتسريع ومضاعفة مسيرة النهضة في كل المجالات. رحم الله فقيد الإنسانية الكبير، حمدان بن راشد، الذي سيبقى عطاؤه وإحسانه ومحبته خالدة في القلوب، وسيظل اسمه نبراساً لكل قيم ومعاني الخير. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :