أسئلة خيالية لقضية واقعية د. فاتح عبدالسلام ما هي لغة الحوار التي من الممكن أن تنشأ بين عنصر في مليشيا تنتشر في شوارع بغداد في فعالية مفاجئة ورجل عسكري من القوات الامنية أو الجيش، حين يتقابلان في ساحة من ساحات العاصمة؟ هل يستطيع ضابط في الشرطة أو الجيش أن يسأل عنصر المليشيا أي سؤال، في حال كان هناك داع لتوجيه سؤال أم انه يجري تحاشي الاحتكاك بينهما منعاً لتدهور الامور أم انّ هناك كلاماً ودياً وسوالف طويلة بينهما حتى تنتهي مهمة الواجب؟ وهل الكلام بين المليشياوي ورجل الامن الرسمي مسموح أم انه محظور لدورات أمنية؟هل هناك قيادات ميدانية للمليشيا المنتشرة تنسق الانتشار مع القوات الامنية لتوحيد مواجهة العدو الذي ينتظره الجانبان في خلال الواجب ؟ وهل انّ العدو هو واحد فعلاً أم انَّ هناك أنواعاً من الاعداء في بال كلا الجانبين عند الانتشار في شوارع بغداد؟ماذا اذا صادف أن قررت مليشيا أخرى غير التي تقوم بالانتشار أن تنتشر هي أيضاً؟ ما الحدود والمسافات بينهما وكيف يجري انتقاء مواضع التوزيع وهل هناك اسبقية فيها ؟ وماذا لو حصل سوء تفاهم من مليشيا وأخرى لأسباب فردية مثلاً؟ هل تتدخل القوات الأمنية في الفصل بينهما؟ ماهي ردود فعل أجهزة الأمن والمخابرات في الاردن ومصر أو من بلدان أخرى يعتزم زعماؤها زيارة بغداد في مهمات رسمية، حين يسمعون في الاخبار انَّ هناك انتشاراً أمنياً داخل بغداد من غير الاجهزة العراقية الرسمية؟ما الأثر القانوني اذا حدث اطلاق نار بالخطأ أو لسوء تقدير الموقف أو لأي عامل كان، وتسبب في مقتل عراقيين؟ هل يتم التحقيق العسكري الرسمي مع عناصر المليشيا التي اطلقت الرصاص أم انّ التحقيق يتولاه القضاء المدني أم انّ هناك احتمالاً ثالثاً في احالة أوراق القضية الى جهة تحقيقية تابعة للمليشيا ذاتها؟ألا تستدعي هذه الاسئلة التي قد يفكر فيها أي عراقي، أن يهرع النواب الى اقتراح تشريع ينظم قضية الانتشار الامني للمليشيا في العاصمة الامنة، في البلد الآمن ذي السيادة والقانون والدستور، بما يوفر لها جميع أسباب تأدية واجباتها من دون أن أي إعاقة أو تعكير؟هل يخجل النواب لاسمح الله أن يناقشوا هذه المسألة ويشرّعوها؟ ليس هناك داع للخجل مادامت أمراً واقعاً، وجزءاً من مفهوم السيادة والامن ودولة القانون والدستور، وليحمل سفراء الدولة الى عواصم العالم مهمة شرح شرعية عمل المليشيا في العاصمة العراقية كونها من اعمال السيادة ويجب أن لا تستفز أيّ زعيم ينوي زيارة البلد.رئيس التحرير-الطبعة الدولية
مشاركة :