"Pasadena" بين خيالية الخواجة دياب وواقعية الوحش

  • 5/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القليل ممن أكملوا فيلم إسكندرية ليه، والذي عُرض بالقاهرة عام 1979، في أولى سيّر يوسف شاهين نحو محاكمة ذاته وجلدها أمام المشاهدين.. يحفظون اسم باسادينا جيدا.. فبالطبع لن يضيعوا الـ12 قرشا وبعض الفرنكات المدفوعة أمام فيلم هجره جمهوره طواعية هاتفين "سيما أونطة.. هاته فلوسنا". الكل تعاطف مع قصة يحيي شكري مراد (محسن محي الدين) الساعي للسفر للدراسة بكاليفورنيا وتحديدا بمعهد Pasadena، استسلم يحيي للوظيفة الحكومية المقيتة ونسى حلم السفر مودعا صديقه محسن بالدموع (عبد الله محمود).. إلى أن استيقظ الحلم مجددا حينما بشره الساعي بقدوم خطابات من المعهد الأمريكي تخبره بسرعة إحضار أوراق الفيزا من القنصلية الأمريكية بالقاهرة. -200 جنيه الحلم متوقف على 200 جنيه سنة 1944، المبلغ بالتأكيد سينمائيا تلك الفترة، فبعد انقشاع أجواء الحرب بهزيمة الألمان، فاز من فاز كمواطنين استغلوا أمور الحرب وخسر فقط من احتفظ بمبادئه، كذلك كانت عائلة يحيى شكري مراد.. خسرت بالغلاء فحسب. في أخر ثلث ساعة، رمى يوسف شاهين ومحسن زايد بجذور التعقيد جانبا، وحصر كل الاتجاهات صوب تحقيق الحلم نحو Pasadena محاولات ساعية من الفتى وأسرته.. توقفت في النهاية على 15 جنيها فقط.. إلى أن أتى المنقذ.. ناظرا من أعلى نظارته.. الخواجة دياب أو يوسف شاهين. المنتخب المصري في فترة عرض الفيلم يعاني من تخبط عدم التأهل لكأس العالم 1978 ببيونس أيرس الأرجنتين، استقالة نينكوفيتش اليوجوسلافي، ثم تولى هيدرجوت الألماني ليفشل بأمم نيجيريا 1980 بركلة جزاء الخطيب الضائعة، ثم مع حمادة الشرقاوي والفشل بملعب القاهرة الدولي للتأهل إلى مونديال إسبانيا 1982. فشل نجوم المنتخب المصري أن يقارعوا مهارة وأداء (محسن محي الدين) في انتزاع إعجاب زملاءه والكل كما أدى (هاملت.. مشهد الأم). ولكن أدوا ببراعة مشهدا حزينا كدموعه المتساقطة رجفة من الخوف والفشل حيال سقوط عروضه في حضرة الملكة.. فأدى رقصة حزينة. - أتى عبده صالح الوحش ومساعده فؤاد شعبان للمنتخب القومي عام 1982. بدأ الحلم بإعداد جيل قوي قادر على جلب أمم إفريقيا 1984 و1986، والتأهل لكأس عالم 1986 بالمكسيك.. الأهلي فاز بأول بطولة افريقية له.. وكذلك المقاولون العرب الذي فاز ببطولة الدوري قبل سنتين من إعجاز هيلاس فيرونا بإيطاليا (ست سنوات كافية من الصعود للدوري إلى الفوز به).. الزمالك متألق كالعادة.. الإسماعيلي مازال خصما شرسًا. بالرغم من إعداد الرجل جيلا قويا للغاية يتقدمه الخطيب أفضل لاعب في افريقيا عام 1983، إلا إنه واجه فشلا بأمم إفريقيا عام 1984 في كوت ديفوار مع أقوى أجيال المنتخب المصري على الإطلاق.. وقتها تقمص طاهر أبو زيد دور قناوي (يوسف شاهين) بفيلم باب الحديد.. قريبا من الفوز بأفضل لاعب بافريقيا 1984.. ضياع البطولة حال دون فوزه بها.. تزامن ذلك مع عرض فيلم حدوتة مصرية (ثاني أفلام يوسف شاهين في محاكمته ذاتيا).. وتزامن مع مشهد فشل يحيي شكري مراد في نيل جائزة التمثيل بمعرض برلين (عن دور قناوي بباب الحديد).. لفشله في توفير ثمن تذكرة السفر. -الطريق إلى Pasadena قاد محمد عبده صالح الوحش الفريق المصري للتأهل إلى أوليمبياد لوس أنجلوس 1984، بعد تخطي عقبة الجزائر بالقاهرة في موقعة لا يمكن تصنيفها إلا بالحربية.. هدف علاء نبيل نجم المقاولون أمن على التعادل الإيجابي بهدف في قسطينة بفضل إبراهيم يوسف.. لأول مرة منذ أوليمبياد روما 1964 يتأهل فريق الكرة. سافر يحيي شكري مراد في نهاية إسكندرية ليه نحو Pasadena ليكمل حلمه الراقص، وكذلك سافر الفريق المصري عام 1984، القرعة أسفرت عن وقوعه بتلك المدينة التابعة لولاية كاليفورنيا مع إيطاليا، كوستاريكا، أمريكا في المجموعة الرابعة. البداية بالخسارة بهدف أمام مجزرة إيطاليا بقيادة إنزو زوف بطل إسبانيا مونديالتو 1982 وطرد لأربعة لاعبين دفعة واحدة (إشتباك بين سبساتياو نيلا وحمادة صدقي طردا مباشرة في الدقيقة 71، طرد لعلاء نبيل في الدقيقة 80، طرد لمصطفى عبده بالدقيقة 85) وألدو سيرينا أحرز الهدف بالدقيقة 63. الانتفاضة أمام كوستاريكا على نفس الملعب بالفوز 4-1 ثم التعادل أمام أمريكا المضيفة 1-1، أشبه بنظرات يحيي شكري مراد الحالمة نحو حلمه على الباخرة في نهاية إسكندرية ليه، أو انتصاراته في فيلم حدوتة مصرية بالمهرجان الأحمر بموسكو عن فيلمه "جميلة بوحريد"، وكذلك حلم الوحش في تحقيق ربما ميدالية، الدور المقبل في مواجهة فرنسا بطلة أمم أوروبا 1984، فرنسا تلعب بتشكيلة احتياطي غير الأساسيين الأبطال.. وخاصة بلاتيني. 5 أغسطس 1984، رجم المشاهدون فيلم (حدوتة مصرية) كما لعنوا قبله (إسكندرية ليه)، وكذلك خسرت في نفس اليوم مصر أمام فرنسا بهدفين على ملعب Rose Bowl بـ Pasadena بدور الثمانية، ليخسر الوحش حلم الميدالية... ونسى شاهين وقتها أخر ثلث ساعة حالمة بإسكندرية ليه.. ولم يتذكر سوى صرخة تمثال الحرية (المثيرة للفزع) بنهاية الفيلم. بنى الوحش جيلا قادرا على مواصلة ربيع الفراعنة بأفريقيا بعد غياب.. وشاهين قدم مواهب إستثنائية وأفلام صنفت بالأفضل في السينما المصرية. سيما أونطة هاتوا فلوسنا... صلوا على النبي صلوا على النبي

مشاركة :