تسابق القوائم الانتخابية الزمن في تقديم طلبات ترشحها للتنافس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في مايو المقبل قبل يومين من إغلاق باب الترشح. وشهد مقر لجنة الانتخابات المركزية في مدينتي غزة والبيرة بالضفة الغربية اليوم (الاثنين)، توجه قيادات فصائل فلسطينية وشخصيات مستقلة ورجال إصلاح لتسجيل أسماء القوائم الانتخابية. وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحية للصحفيين في غزة، تقديم قائمة الحركة الانتخابية رسميا تحت شعار "القدس موعدنا". وقال الحية إن القائمة الانتخابية "تضم خبراء ومتخصصين وعمالقة الأسرى في السجون الإسرائيلية من الضفة الغربية وقطاع غزة ويمثل عنصر الشباب ثلث القائمة". وأضاف الحية أن الحركة "ننتظر الإشعار بالقبول من قبل لجنة الانتخابات ثم سنمضى نحو الأمام"، معربا عن أمله أن تكون الانتخابات بوابة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. وأكد الحية أن من حق كل القوائم الانتخابية التنافس بشرف، محذرا من تسييس أي بُعد قضائي بالعملية الانتخابية. بدوره قال القيادي بالحركة في الضفة الغربية جمال الطويل، إن القائمة تم تقديمها بالتزامن ما بين غزة والضفة الغربية وتحمل الرقم "10". وأعرب الطويل في تصريح للصحفيين في رام الله، عن أمله في بناء مؤسسات الشعب الفلسطيني على أسس الشراكة والديمقراطية، بحيث تكون القدس بوصلة الجميع. وأكد حرص حماس على شمول القائمة بالكفاءات المتنوعة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في مقدمتها الأسرى، إضافة لشرائح مختلفة من أبناء الشعب الفلسطيني. كما أعلن "التيار الإصلاحي" الذي يتزعمه القيادي السابق في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان، تسجيل قائمته الانتخابية لدى لجنة الانتخابات في غزة حملت اسم "المستقبل". وقال مفوض القائمة أشرف دحلان في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن "قائمة المستقبل تقدمت ببرنامجها وشعارها ورمزها وبقائمة مرشحيها التي تضمنت 132 مرشحا للمجلس التشريعي". وأوضح دحلان، أن القائمة تشمل مرشحين عن القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لتكريس الوحدة الجغرافية في أراضي دولة فلسطين، وتجسيد الشراكة في كل جغرافيا الوطن. وأشار إلى أنه تم تشكيل القائمة من شخصيات وطنية وشبابية ومستقلين، مؤكدا ضرورة إجراء الانتخابات "كاستحقاق قانوني وديمقراطي وضرورة بعد حرمان من هذا الحق لسنوات طويلة، بفعل الانقسام والتشظي في الحالة الوطنية". ودعا دحلان، الفلسطينيين الذين يحق لهم الانتخاب للمشاركة الفاعلة من أجل إنجاز هذا الاستحقاق الذي سيفتح الطريق أمام استعادة الوحدة الوطنية وبناء مجتمع المؤسسات القائم على مبدأ الشفافية وتمكين المرأة والشباب. بدوره، أعلن النائب السابق في المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة عن تسجيل قائمة "وطن" المستقلة لدى لجنة الانتخابات المركزية بمدينة البيرة في الضفة الغربية. وقال خريشة خلال مؤتمر صحفي عقد في رام الله، إن القائمة تضم شخصيات أكاديمية واقتصادية ورؤساء بلديات قدموا استقالاتهم وعمالا ولاجئين ومزارعين وجرحي وأسرى في السجون الإسرائيلية وكل ألوان الطيف الفلسطينية". وأكد خريشة، أن القائمة ستكون جامعة في المجلس التشريعي وما يميزها أنها تضم عددا من الكفاءات العملية والوطنية، حيث تمثل نسبة النساء فيها 30 في المائة. كما سلمت قائمة القدس أوراقها للجنة الانتخابات المركزية في مقر بمدينة غزة، بحسب ما أفاد عضوها عاكف المصري وكالة أنباء ((شينخوا)). وقال المصري، إن القائمة تضم شخصيات وطنية ومجتمعية مستقلة من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. من جهتها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية، عزمها تقديم قائمتها الانتخابية إلى لجنة الانتخابات المركزية خلال الساعات القادمة. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة هاني الثوابتة في بيان صحفي، إن قائمة الجبهة الشعبية في إطار التجهيز ووضع اللمسات النهائية عليها، حيث سيتم تقديمها خلال الساعات المقبلة. ومن المتوقع أن تقدم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس قائمتها الرسمية والنهائية خلال الساعات القادمة للجنة الانتخابات المركزية. وقال المتحدث باسم الحركة حسين حمايل في بيان، إن اللجنة المركزية لفتح ستعتمد القائمة على أن تعرض يوم غد الثلاثاء على المجلس الثوري لفتح الذي سيناقشها لاعتمادها نهائيا وتقديمها إلى لجنة الانتخابات. وذكر حمايل، أن القائمة في مراحلها الأخيرة وتمثل الحركة بقطاعاتها المختلفة وتضم بعض الشخصيات المستقلة، مشيرا إلى أنها تمثل الشباب والأسرى والمرأة والأكاديميين. وأشار حمايل إلى أن تسليم القائمة سيتم وفق الوقت والتاريخ الذي حددته لجنة الانتخابات المركزية، لافتا إلى أن حركته سعت منذ اللحظة الأولي لاختيار ممثلين في القائمة بشكل يخدم المواطن الفلسطيني. كما يتوقع أن يتم تسجيل قائمة انتخابية باسم "الملتقي الديمقراطي الفلسطيني" الذي شكله القيادي السابق من حركة فتح ناصر القدوة وهو ما تسبب بقرار فصله من عضوية اللجنة المركزية للحركة. وكانت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أعلنت يوم 20 مارس الجاري فتح باب الترشح وتسجيل القوائم للانتخابات التشريعية على أن يستمر التسجيل حتى ليلة الأربعاء المقبل، فيما سيتم الكشف الأولي للقوائم والمرشحين رسميا في 6 أبريل المقبل. وأعلنت لجنة الانتخابات أن العدد الكلي لطلبات الترشح المقدمة منذ فتح باب الترشح وحتى نهاية دوام اليوم الاثنين بلغ 15 قائمة انتخابية. وذكرت اللجنة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أنها قبلت ترشح خمس قوائم، وجرى إبلاغها رسمياً بقرار الاعتماد، فيما يستمر دراسة باقي الطلبات. والقوائم هي (قائمة فلسطين للجميع، وقائمة التغيير الديمقراطي، وقائمة كرامتي الشبابية المستقلة، وقائمة الوفاء والبناء، وقائمة طفح الكيل). يشار إلى أن الترشح للانتخابات التشريعية يكون من خلال قوائم انتخابية على أساس التمثيل النسبي الكامل، ولا تقبل طلبات الترشح الفردية، بحيث لا يقل عدد مرشحي القائمة عن 16 ولا يزيد عن 132 مرشحا (إجمالي عدد أعضاء المجلس التشريعي). ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية فلسطينية في 22 مايو المقبل، تتبعها انتخابات رئاسية في 31 يوليو، على أن تتبع بانتخابات لتشكيل المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في 31 أغسطس المقبل. وستكون هذه أول انتخابات عامة منذ بدء الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف عام 2007 على إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة.
مشاركة :