محللون : تنامي المخزونات يحد من المكاسب السعرية القوية للنفط

  • 3/30/2021
  • 21:53
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تنطلق غدا أعمال الاجتماع الوزاري الـ15 لدول منظمة أوبك وحلفائها "أوبك+" في إطار الاجتماعات الشهرية لمتابعة تطورات وضع سوق النفط الخام في ظل أزمة جائحة كورونا، ويسبقه الاجتماع الـ28 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة اليوم. وسبق الاجتماعين الوزاريين الاجتماع الـ50 للجنة الفنية المشتركة لتحالف "أوبك+" الذي ركز على فحص ودراسة تطورات سوق النفط والاتجاهات ذات الصلة. وأعرب محمد باركيندو أمين عام "أوبك" - في افتتاح اجتماع اللجنة الفنية - عن تقديره للإنجاز التاريخي الذي وصل إليه أعضاء لجنة المراقبة المشتركة، وشكرهم على جهودهم الدؤوبة والتزامهم الراسخ بأهداف إعلان التعاون لمجموعة "أوبك+" منذ إنشائه في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2016. وذكر باركيندو أنه على مدار نصف عقد من الاجتماعات أثبتت مدخلات اللجنة الفنية المشتركة والاتجاه التحليلي أنها لا تقدر بثمن لدعم عمل "أوبك+"، مبينا أن اللجنة الفنية ضمنت تزويد رؤساء الوفود بأعلى جودة في تحليل السوق والبيانات لصنع القرار الفعال. وفيما يتعلق بسوق النفط، أكد الأمين العام للمنظمة ضرورة توخي الحذر الشديد والاهتمام بظروف السوق المتغيرة، مشيرا إلى أنه بينما شهد الشهر الماضي عديدا من التطورات الإيجابية فقد شهد أيضا تذكيرا بالشكوك المستمرة والهشاشة التي تسببها جائحة كورونا. وأوضح الأمين العام أن آفاق النمو الاقتصادي العالمي لعام 2021 تحسنت، حيث يتوقع أحدث إصدار من تقرير سوق النفط الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" نموا بنسبة 5.1 في المائة في عام 2021 بينما من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 5.9 مليون برميل يوميا. وفي سياق متصل، تراجعت أسعار النفط الخام مجددا بفعل تراجع المخاوف من تعثر تجارة النفط العالمية بعد استئناف الملاحة في قناة السويس والتغلب على تداعيات أزمة السفينة الجانحة. وتتجه أنظار السوق إلى اجتماعات "أوبك+" الوزارية التي تنطلق اليوم لبحث سياسات الإمدادات النفطية لشهر أيار (مايو) المقبل، وسط توقعات بتمديد قيود الإمدادات نتيجة استمرار الإغلاق العام في أوروبا وتسارع وتيرة الإصابات الجديدة. وقال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، "إن أسعار النفط الخام تعرضت لضغوط هبوطية مجددا بعد زوال مخاطر تعثر التجارة، كما دعم التراجعات ارتفاع الدولار، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط"، موضحين أن التجار يعيدون تقييم وتيرة تعافي الطلب ويترقبون ما سيتمخض عنه الاجتماع الوزاري لـ"أوبك+". وأكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي أندستري" الألمانية أن إصابات كورونا ما زالت مرتفعة، كما أن الإغلاق العام في ألمانيا وعديد من دول الاتحاد الأوروبي جدد المخاوف على تعافي الطلب العالمي، مبينا أن هذا الأمر سيؤخذ بالتأكيد في الحسبان خلال المراجعة الشهرية التي يقوم بها وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك+" على مدار يومين. وذكر أن المنتجين على الأرجح سيواصلون الحذر في التعامل مع تطورات السوق وستدفع الأسعار المتراجعة إلى التمسك بقيود المعروض النفطي الحالية، خاصة أن الأسعار تواجه ضغوطا موازية أيضا من صعود الدولار الأمريكي. من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات "إن تنامي المخزونات النفطية من العوامل التي تحد من فرص تحقيق مكاسب سعرية قوية، وهو ما يجعل "أوبك+" تتوجس في قرار العودة إلى زيادة الإنتاج"، لافتا إلى أن النفط على أعتاب بداية الربع الثاني من العام الذي على الأرجح سيشهد أداء أفضل من الربع الأول مع استمرار الوتيرة السريعة لتوزيع اللقاحات. وذكر أن أغلب التكهنات تصب في مصلحة ترجيح إضافة شهر جديد من قيود الإنتاج في "أوبك+"، مبينا أن السوق تستعيد الاستقرار والتوازن وإن كان بوتيرة بطيئة، ويساعدها على ذلك عدم انتعاش النفط الصخري الأمريكي سريعا واستقرار الأسعار نسبيا حول 60 دولارا في الوقت الراهن. من ناحيته، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز أن أزمة الوباء المستمرة عززت حالة الترقب والحذر من جانب منتجي "أوبك+" كما جعلتهم يؤجلون عودة البراميل الكثيفة إلى السوق إلى حين تحقق تعاف مستقر ومستدام للطلب العالمي، ولذا فهم أقرب إلى مواصلة النهج نفسه والحفاظ على خفض الإنتاج، الذي بلغ نحو 8 في المائة من الإمدادات العالمية. وأشار إلى وجود تقدم ملحوظ في السيطرة على الوباء وتسارع وتيرة توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة وهناك أيضا تعاف جيد في الطلب الآسيوي، بينما يبقى الضرر الأكبر والخسائر الأفدح في الطلب الأوروبي خاصة مع دخول أغلب الدول في الموجة الثالثة التي فرضت العودة إلى قيود الخروج وحظر التجول خاصة في فترة العطلات. بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية "إن عودة النشاط الملاحي إلى قناة السويس هي أنباء إيجابية وإنجاز جيد في وقت قصير قلص المخاوف من الاختناقات ومن تعثر وصول ناقلات البترول، ما دفع أسعار النفط الخام إلى التقاط الأنفاس والدخول في هدوء سعري بفعل تجاوز المخاطر". ولفتت إلى وجود شك قوي بشأن مستقبل الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة خاصة بعد عدم تفاعله سريعا كما حدث في السابق مع موجة ارتفاع الأسعار السابقة، ما أسهم في تفادي تجدد تخمة المعروض في الأسواق. وأشارت إلى وجود أنباء إيجابية عن الطلب ممثلة في وقود الطائرات في المطارات الأمريكية التي يعود إليها حاليا الازدحام، ويرتفع الطلب على السفر بمستويات لم يشهدها الطيران منذ اندلاع الوباء. وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس في الوقت الذي استؤنفت فيه حركة الملاحة في قناة السويس بعد أيام من التوقف بفعل جنوح سفينة عملاقة، وتحول التركيز إلى اجتماع لـ"أوبك+"، حيث من المتوقع أن تجري مناقشة تمديد القيود على الإمدادات وسط عمليات إغلاق جديدة لاحتواء انتشار فيروس كورونا. وبحسب "رويترز"، فإنه بحلول الساعة 06:51 بتوقيت جرينتش، كان خام برنت منخفضا 15 سنتا بما يعادل 0.2 في المائة ليصل إلى 64.83 دولار للبرميل. وتراجع الخام الأمريكي 12 سنتا أو ما يعادل 0.2 في المائة ليسجل 61.44 دولار للبرميل. ومع انحسار المخاوف من نقص الإمدادات الحاضرة، تحول اهتمام السوق إلى اجتماع الغد لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها ولا سيما روسيا في فيينا، فيما يعرف بمجموعة "أوبك+". من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 62.86 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 62.56 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 63.22 دولار للبرميل".

مشاركة :