إنها البداية

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان كل شيء جميلاً في استاد راشد من بوابة الدخول حتى بوابة الخروج، وحقاً، كان كل مشهد تقع عليه عيناك يستوجب أن تسجله الكاميرا، ليبقى في الذاكرة، ومع تنوع وجمال المشاهد يستولى عليك إحساس جميل بأن المسألة ليست مباراة بين فريقين في بطولة، مهما كانت أهميتها، وأن الرياضة يمكن أن تلعب دوراً مجتمعياً يجتاز محيط ملاعبها وميادينها الضيقة، والحمد لله أن المباراة انتهت بالهدف المنشود، بتحقيق الفوز على نفط طهران، والتأهل التاريخي إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، لأنه ربما لو لم يتحقق ذلك، لفقدت المشاهد الحلوة التي رأيناها ما تستحقه من التقدير والاعتبار، والتركيز والتأمل. بصراحة الملعب بأكمله، كان لوحة تشكيلية في حب الوطن، وتجسد فيها الإحساس بأتراحه قبل أفراحه، وبهمومه وتحدياته، قبل حسابات اللعب والفوز والخسارة، وهذا هو الوعي بعينه، وهذه هي الثقافة التي نريدها ونتمناها دائماً وأبداً، فالرياضة لا تلهي وتسلي وتسري عن النفس فقط، بل تسمو بنا وترتقي بكل شيء فينا، خصوصاً إذا لم تُغيبنا عن قضايا وهموم الوطن. }} واكتملت عناصر الجمال الشكلي، بالمضمون.. أعني بالأداء المتفاني من اللاعبين، والتشجيع المثالي، والتنظيم الجيد، ومن بعد الفرحة والتهنئة والمباركة بالفوز الذي انتقل بالفرسان إلى معترك المربع الذهبي، يجب استدراك أن مشوار البطولة بدأ لتوه الآن، صحيح أن الفريق لم يبلغ تلك المرحلة من قبل، لكن الطموح الآسيوي أصبح يفرض نفسه الآن، والحضور الحالي للفرسان يبشر بتحقيق الأمل البعيد والحلم القديم، والسؤال الذي يطرح نفسه يقول: إذا لم يتحقق اللقب العزيز الآن متى سيتحقق، وما الذي ينقص الفريق الأحمر حتى لا يتحقق؟. }} إنها البداية ونقطة الصفر التي يجب الانطلاق منها لدرجات أعلى ومستويات أرفع، فالبطولة الآسيوية هي الأهم بين كل الاستحقاقات التي تنتظر الفريق، ومجد تحقيقها لا يساويه مجد بطولة أخرى، والذي أعنيه بكونها البداية، أن ما تتطلبه المباريات المقبلة يقتضي رفع معدلات كل شيء، عما حدث في مواجهة النفط الإيراني، فنياً وبدنياً ومعنوياً وجماهيرياً وإعلامياً، وبالتنسيق والتكامل والتناغم الذي رأيناه وأكثر، فطبيعة البطولة تقضي بأن المستوى التنافسي سيكون أقوى وأصعب، والهلال السعودي تسبقه شهرته وسمعته وجمهوره، والأهم أنه يعرف سكة البطولة، وحقق لقبها مرتين من قبل في 92 و2000، وهذه المعاني أذكرها من باب التعبئة ورفع درجة الاهتمام، لأن المقبل كما ذكرت أصعب وأهم، ولكن الثقة في الأهلي الآن كبيرة وتجعله أهلاً لتحقيق هدف كرة الإمارات أكثر من أي وقت سابق.. والله الموفق. على الطاير }} ليصبح ما حدث مع الأهلي في استاد راشد طابعاً وثقافة وأسلوباً متبعاً مع كل الأندية، عندما تشارك خارجياً، فهكذا ستقل النعرات والعصبيات والمشكلات، وستأخذ المنافسة في المسابقات المحلية حجمها الطبيعي، وسيدرك الكل عملياً أن للتمثيل الخارجي حلاوة ومذاقاً ومستوى أعلى في كل شيء. }} نعم كان كل شيء جميلاً، ولكن سننتظر الأجمل والأكثر مثالية في الموقعة المرتقبة مع الهلال السعودي، فدائماً هناك ما هو أفضل. }} ليتعاون الجميع مع الأهلي لتسهيل مهمته، وبخاصة بالنسبة إلى برمجة مباريات الدوري، وتذكروا أنها البداية. Email: deaudin@gmail.com

مشاركة :