ثمن الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري رسالة رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي وجهها إلى اللبنانيين عشية الاحتفال بذكرى الاستـقلال، معتبراً أنها «أرقى ما يمكن أن يصل إليه الخطاب السياسي في هذه المرحلة الاستثنائية من حياة لبنان، اختزلت كل ما يجب أن يقال في المناسبة التي تأتي على وقع أحداث وتطورات غير مسبوقة في العالم العربي، وهي الأحداث التي نشهد في كل يوم نماذج سياسية وأمنية متفاوتة عن ارتداداتها في حياتنا الوطنية». ونبه الحريري في بيان إلى أن لبنان «يقف أمام منعطف مصيري لا يحتمل أي شكل من أشكال دفن الرؤوس في الرمال والتعمية على المخاطر التي تواجهنا، حيث تنوء البلاد بأعباء التورط في الحرب السورية، ويتصاعد منسوب التشنج الطائفي والمذهبي إلى حدود الذروة، ويحيط القلق من الفراغ بكل أوجه النظام السياسي والمؤسسات الدستورية، ويتراجع النمو الاقتصادي إلى أدنى مستوياته منذ سنوات طويلة، وتتسلل أصابع الإرهاب للعبث بالاستقرار العام، وينتشر السلاح في أيدي المحازبين والمجموعات والأنصار والسرايا كما لم يسبق أن حصل من قبل، وجاءت رسالة الرئيس سليمان لتسلط الضوء على ذلك كله، وتدق ناقوس الخطر على المصير الوطني، منبهة الى مكامن الخطر الحقيقي، حيث لا يمكن، كما يقول رئيس البلاد، أن تقوم دولة الاستقلال إذا ما قررت أطراف أو جماعات لبنانية الاستقلال عن منطق الدولة، أو إذا ارتضت الخروج عن التوافق الوطني وسمحت لنفسها بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة، أو إذا عجزت الدولة عن نشر سلطتها الحصرية على كامل تراب الوطن وضبط البؤر الأمنية وقمع المخالفات ومحاربة الإرهاب، وكذلك إذا لم تكن القوات المسلحة هي الممسكة الوحيدة بالسلاح والناظمة للقدرات الدفاعية بإشراف السلطة السياسية». واكد أن «هذه الرسالة تعبر بالوقائع التفصيلية عن روح إعلان بعبدا، الذي لا يريدون له فقط أن يبقى مجرد حبر على ورق، بل يسعون إلى محوه من الوجود السياسي. رسالة الرئيس تشكل خط الدفاع الأخير عن استقلال لبنان وصيغة العيش المشترك، وهي تستحق قولاً وفعلاً إكبار وتأييد كل لبناني معني بحماية الاستقلال والصيغة».
مشاركة :