العالم يمر بحالة استنفار في محاولة للتصدي لفيروس لا يرى بالعين المجردة، والشعوب بدأت في الاحترازات لدرء خطر فيروس كورونا، وقد تكون الحروب البيولوجية قادمة نيابة عن الصواريخ والطائرات المسيرة، وقد يكون تسويق الهلع والخوف ضمن هذه المرحلة المربكة لكل دول العالم. لا أحد يعلم تفاصيل هذه الدهاليز فالاتهامات طالت الصين وأمريكا، وحتى على نطاق منطقتنا الاتهامات تتجه إلى إيران التي تفننت في العقود الثلاثة الماضية في زرع الفتن والطائفية والكراهية والتدمير والتهجير لكل شبر وصلت إليه في المنطقة العربية، والشواهد واضحة للعيان، لذا لا نستبعد وقوعها في دائرة الاتهام. المتفق عليه الاحتراس من الاختلاط خلال هذه الفترة والاستماع لنصائح وتعليمات الدولة، وعدم الخروج عن سياق المجموعة، فيد الله مع الجماعة، ومن أقل درجات الوعي والمواطنة التوقف عن المصافحة التي تعتبر الوسيلة الأساسية لانتقال الفيروس، والتوقف عن التجمعات، وعن الولائم، والتزام البيت قدر المستطاع، والخروج من المنزل عند الضرورة فقط. يقول أحد الدارسين في بريطانيا: ذات ليلة ظهر وزير الطاقة يطلب من المواطنين الترشيد في الكهرباء، فلم يكمل طلبه حتى تحرك الجميع لإغلاق المصابيح الزائدة، وهذا مؤشر للتحضر والوعي والتعاون الجميع للحفاظ على مكتسبات البلد، وأيضًا بنفس القياس يعتبر التجاوب مع تعليمات الدولة طاعة لولي الأمر وتنفيذ التوجيهات التي تصب لصالح المجتمع، بدءًا من التفاعل مع حملة وقف المصافحة «سلم لا تصافح» وهنا تتضح ثقافة الفرد ووعيه. الفوارق بين المجتمعات تكمن في العقل فقط، فالعاقل الحصيف يلتزم بتعاليم الدين الحنيف وبتعاليم الدولة، أما الذي لا يقرأ ولا يسمع ولا يتقيد بما يمليه عليه الضمير ويضع في أذن عجين والأخرى طحين فعليه مراجعة الذات، ففي ذلك إماطة أذى عن الآخرين. بعض المجتمعات تحتاج لبناء العقول، وعلاجها حتى لو بالمشعاب، المريض يلزم بيته، والصحيح يفك الناس من مصافحته ويكتفي بالقاعدة الفلسفية الشرعية «النظر سلام» بل إن بعض المتهاونين يحتاجون كاميرات مراقبة وغرامات مرتفعة، عسى ولعلى. أفضل ما يمكن عمله في الظروف الحالية، الأخذ بحديث النبي ﷺ حين سُئِل: ما النجاة؟ قال أمسك عليك لسانك أي «لا للإشاعات»، وليسعك بيتك أي «البقاء في المنزل»، وابْكِ على خطيئتك أي «الاستغفار والدعاء». الخلاصة، العالم على صفيح ساخن وبعض التجار لدينا استغلوا الأزمة بمضاعفة أسعار الكمامات والمعقمات، والتجار غير المسلمين دعموا دولهم بالملايين من الدولارات لمكافحة فيروس كورونا!.
مشاركة :