لم يعد الحال كما كان

  • 6/7/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

30 يومًا قضيناها في رمضان، شهر شهادة، وشهود، ومشاهدة، شهر عطاء ومساندة للفقير، ومجاهدة، شهر قراءة القرآن وتدبره، شهر الرحمة والغفران. لذلك الشهر تكاملية مع القرآن الكريم، فالقرآن روحٌ في لفظٍ، وحَرْف،ٍ وصوت،ٍ ومعنى، والصيام روحٌ في الامتناع عن شهوتين جامعتين عظيمتين. وتلك الروح في معاناةٍ مع الأحداث، ومع النَّفْس التي تعاني أمن الطعام، والأمن العام. الروح أيضًا في يَد الجُود في تلك الموائد الرمضانية، وهذه النفحات التي أَطْلَقَت يَد الحنان على كل إنسانٍ جائعٍ، أو مريضٍ، أو غريبٍ، فما جعلت للفقر محلًا، ولا لِمَدِّ الأيدي تَسَولًا. بعض من المؤسسات اجتمع أصحابها وموظفوها على روح إفطارٍ جماعي، أو سحور جماعي، والمشاركة في تفطير صائم خارج إطار القيد والتكليف، ساهمت بعض الفرق التطوعية على التنظيم والمساهمة، وبادرت أيضًا كثير من النساء من مطابخهن بتقديم الوجبات في التفطير، فدخلت روح الصدقة والعطاء. ما من شيء إلَّا وأصابته روح، فكان له ريحان أزكى النفوس، وأضاء الأكوان، ولكن هذا العام عانى الكثير من الجوع والظمأ وفقدان روح الصدقة والعطاء، والتي كان يغدق بها رجال الأعمال في ذلك الشهر المبارك على محتاجيها، التي طرقت الأبواب لمد يد المساعدة والعون ولم تفتح. بعد أن قهرت المادة والخوف قلوب الكثير، غَلَبَت هذا العام على لغة العديد من رجال الأعمال غل اليدين – كما لاحظت ميدانيا- فكان جوابهم: ماذا سأستفيد فليس هناك عائد أو ربح؟ قانون المصلحة تدخل هذا العام في أموال من أغناهم الله، ألا يدركون أنه مال الله؟، أعطاهم ليعطوا، وأنه ما نقص مال من صدقة، لا يدركون أن البركة في مساعدة محتاج وتفريج كربة، وإن كان الوضع ليس كما كان كما يقولون.

مشاركة :