أصبحت الشابة اليونانية «إليني أنتونيادو» محل شك، بعد حصولها الجوائز وشهادات التقدير، نظير إنجازاتها العلمية، واعتُبرت أحد أصغر وأنبغ العقول اليونانية بعد أن قدمت نفسها كباحثة بوكالة ناسا، وخبيرة في الطب، وصانعة أعضاء، وناشطة ضد سرقة الأعضاء، ومدربة رواد فضاء، ليتضح لاحقًا أن وسائل الإعلام اليونانية لم تتأكد من صحة الإنجازات والألقاب. «أبوالريش» أمسي الأول والأفضل والأكثر والأنبغ والأنشط بعد أن أصيب بإسهال في نشر أخباره وإنجازاته الوهمية، فكل عملية يشارك بها تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم والقرية والمركز الصحي الذي يديره، لديه حسابات في الإعلام، يغرد كيف يشاء ليلتقط أحدهم الخبر وبحسن نية يرسله في كل اتجاه، ويصبح واقعًا وتميزًا يندر مثيله، وإن تبرعنا بإيضاح الحقيقة فنحن حاسدون، شامتون محاربون لزميلنا. «أنتونيادو» كانت جزءًا من الفريق الذي نجح في زراعة أول قصبة هوائية صناعية لمريض بالعالم، وكانت حينها طالبة دراسات عليا في جامعة كلية لندن، صلتها ضعيفة بالبحث والجراحة، كما أن العملية انتهت بواحدة من أكبر الفضائح الطبية في العصر الحديث، فقد توفي المريض بعد التجربة لأن جسمه لفظ القصبة الصناعية، والبركة في الأخطاء الفادحة من جانب الباحث المسؤول عن التجربة، إلا أن «أنتونيادو» قالت إعلاميًا إنها أنقذت حياة المريض، وإنه يعيش الآن حياة طبيعية. وكذا حال «صاحبنا» الذي كان طبيب امتياز يحمل مفاتيح سيارة الجراح وقت العملية ذائعة الصيت، وبالرغم من أن الجراح اضطر للتضحية بالأم والجنين والأب وبعض الفريق الصحي، إلا أن صور «صاحبنا» تصدرت الصحف ووسائل الإعلام على أنه فريد زمانه ونابغة عصره وأعجوبة الطب. «أنتونيادو» روجت أنها عملت كباحثة في وكالة ناسا، الحقيقة تقول إنها حضرت تدريبًا صيفيًا لأسابيع، والتقطت صورًا مرتدية ملابس بشعار «ناسا»، وكذا فعل «أبوالريش» في بلاد الفرنجة. «أنتونيادو» قالت: إنها حاصلة على درجة الدكتوراه، والحقيقة أنها حاصلة على درجتي ماجستير، أما «صاحبنا» فما زال في حالة يرثى لها بعد أن رُفض من برامج الزمالات والابتعاث. ترى كم «أبوالريش» بيننا؟ ومتى نقول له ولأمثاله عادك إلا صغير قف عند حدك؟.
مشاركة :