تُعد مناسبة اليوم العالمي للسلام التي يحتفل بها العالم غداً، من التظاهرات الإنسانية الرائعة التي تحمل في طياتها دعوة حقيقية لإشاعة ثقافة السلام والتعايش والتسامح على كافة الصعد والمستويات، السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية. إن حق الإنسان في الحصول على حياة كريمة وهانئة ومستقرة وآمنة، يسودها السلام والانفتاح والتسامح ويملؤها الحب والتقارب والتآخي، غاية كبرى يبحث عنها ويتوق إليها، خاصة في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العالم، كل العالم. ويهدف اليوم العالمي للسلام، والذي يحتفي به المجتمع العالمي في الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام إلى تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة في مجالات السلام والأمن والتعايش ومحاربة كل مظاهر العنف والاقتتال والاحتراب والحد من انتشار التسلح بكافة أشكاله، وذلك من أجل تثبيت بوصلة التنمية والتطور والازدهار في كل المجتمعات والشعوب والأمم، خاصة تلك التي تُعاني من مظاهر الفقر والجوع والبطالة وتتعرض لويلات الحروب والصراعات والفتن. الذكرى ال لإحياء هذا اليوم المهم في تاريخ المسيرة الإنسانية التي عانت - ومازالت - من الاضطرابات والنزاعات والتحولات، يُمثل رغبة صادقة من المجتمع الدولي بكل تكتلاته ودوله وكياناته ومنظماته التي آمنت بضرورة وحتمية السلام كلغة إنسانية وقيمة حضارية وقوة تنموية، تحتاجها المجتمعات والشعوب والأمم في هذه الفترة الزمنية المضطربة والاستثنائية. في عام ، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للسلام ليكون متزامناً مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة التي تُعقد كل سنة في ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر. وقد احتُفل بأوّل يوم للسلام في سبتمبر . وفي عام ، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار / الذي يُحدد تاريخ سبتمبر يوماً للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار، كما دعت الأمم المتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف للأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام. إن الاحتفال بيوم للسلام، ظاهرة حضارية تستحق الفخر والإعجاب، لأنها تؤكد على قيمة وأهمية السلام كثقافة ونهج، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن يستقر ويتمظهر هذا المبدأ - السلام - في فكر وسلوك البشر بمختلف مكوناتهم وتعبيراتهم. والسلام، مفهوم معقد وقيمة عظيمة، لا يجب اختزالها في بعض المظاهر الاحتفالية والمضامين الشكلية. السلام، شكلٌ من أشكال التصالح والتسامح والتسالم مع النفس البشرية التي تُعاني من الظلم والقهر والتهميش. السلام، حلم جميل تحمله القلوب التي أتعبها القلق والخوف والتيه. السلام، أمنية أزلية تبحث عن مظاهر العدل والمساواة والحرية والوحدة والتعايش والتآخي. السلام، مبدأ خالد يُحارب الطائفية والعنصرية والفئوية. في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها عالمنا العربي - بل وكل العالم - ما أحوجنا إلى السلام لننعم ببعض الهدوء والسكينة والاستقرار والأمن، فقد سئمنا من ويلات الحروب والصراعات والفتن.
مشاركة :