قال وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق إن «بيروت ليست يتيمة وسنمنع بحزم بواسطة قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني والأمن العام أي تعرض لأي ملك خاص أوعام في قلب بيروت». وإذ لفت الى ان «بيروت تمتلىء اليوم بكلام الحق الذي يراد به باطل، بل بكلام الباطل الذي يراد به باطل». وزاد: «شهادتي ببيروت مجروحة. وشهادتي برفيق الحريري نازفة بجراح لا تلتئم. لكنني اليوم معني بكلمة حق بحق المدينة التي اعيد إعمارها، والتي لولاها اليوم لما وجد المعترضون مكاناً يعترضون فيه، ولا وجدوا مكاناً يمنح حراكهم شموليته الوطنية. كان كل واحد اعترض بشارعه الطائفي، ولا كانت ولدت ٨ آذار ولا ١٤ آذار. بيروت الجامعة التي اعطت للكل «وأهديناها ونُهديها مكان الوردة سكيناً». وكان المشنوق افتتح مركزاً للاحتجاز الجديد للأمن العام في ساحة العبد في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وقال: أتابع بعض النقاشات السطحية ولكن الصاخبة حول اعادة الإعمار وتجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومعظمها سجالات استعيدت من خزانات العسس السياسي، ايام الوصاية السورية، وأعيد غسلها وتقديمها بصفتها آخر ما توصلت اليه سجالات اعادة الإعمار بعد الحروب. أما ما نراه اليوم فهو لغة شتائمية حاقدة على المدينة وعلى من اعاد اعمارها، وأنا ممن لا يطالبون أحداً بتقديس من عمّر او تقديس الإعمار نفسه، بل اتحدث بكل الانفتاح على اوجه النقد المشروع». وأشار الى انه «امام الحملات المغرضة، والشعبويات المريضة، فأنا معني بالقول إن في بعض ما أسمعه اليوم ارى فيه استكمالاً للمشروع الأمني الذي اغتال رفيق الحريري وحاول ويحاول تشويه مشروعه وسيرته وتجربته». وقال: «هذا الكلام ليس للتنصل من اي مسؤولية ولا للهرب من اي استحقاق، ولا للتعمية على ما سميته سابقاً جرس الإنذار الذي قرعه الشباب اللبناني بوجه كل الطبقة السياسية من دون استثناء، بشجاعة وحيوية افتقدتها السياسة اللبنانية طويلاً». اضاف: «سمعت وأسمع الكثيرين يحتجون على اعادة الإعمار من زاوية انه انتج مدينة بلا روح وبلا ناس. نعم وسط بيروت الفارغ اليوم هو وسط مفرغ عن سابق تصور وتصميم. وما بعض الكلام بفعل الغضب والإحباط سوى امتداد لهذين التصور والتصميم اللذين جسدهما الاعتصام الشهير وإقفال الوسط التجاري، وهو اعتصام لم ينتهِ الا بالاعتداء الآثم على بيروت وأهلها ذاك اليوم المجيد المشؤوم». وقال: «ربما تكون قد شذّت سوليدير عن رؤية رفيق الحريري. لكن من سرق هذه الروح الذي زرعها بحضوره الشخصي والجسدي في شوارع المدينة؟». وزاد: «للأسف يُستغل ذلك اليوم في اعادة انتاج روايات العسس السياسي بلا اي افق. والأخطر ان يؤسس لذاكرة تسقط الأسباب الموضوعية التي ضربت الدولة والمدينة والسياسة والنظام والمؤسسات والدستور وربما الكيان برمته». وقال: «الأخطر ان ثمة من يريد الركوب على واقع الفشل الذي ساهم في الوصول اليه لتصفية حسابات مع الزمن الذهبي للعاصمة. والأخطر أن قتلة رفيق الحريري مستمرون في قتله علم من يقول ذلك على الشاشات او لم يعلم». وإذ اشار المشنوق الى انه «عاشق للحرية وللرؤى الديموقراطية»، قال: «امضيت فترة من عمري بهذه السياسة ودفعت ثمنها سجناً ونفياً. ونرى في محيطنا كيف تتهاوى الأنظمة من حولنا بسبب حجز الحرية وكبت الديموقراطية». ولفت المشنوق الى ان «لا بلد في العالم استطاع ان يستوعب مليوناً ونصف مليون نازح سوري اي 30 في المئة من عدد سكانه والتجربة امامنا في اوروبا وكل زعماء العالم يتدخلون بأزمة اللاجئين السوريين ولا يجدون حلاً، وذلك بسبب حسن اداء القوى الأمنية والأمن العام لهذا الملف»، ذاكراً «مدى ومقدار التعب الذي تواجهه القوى الأمنية، وسط التحديات والإغراءات التي تقدم عليها جماعات الإرهاب لإسقاط البلد في أتون الفتن». وأكد المشنوق انه «منذ عام 1990 لم يسبق للأجهزة الأمنية الثلاثة المتمثلة بمخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام ان تعاونت بالطريقة التي تعاونت بها أخيراً وحققت عمليات استباقية والقبض على ارهابيين»، مشيراً الى ان «لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت مواجهة الإرهاب بتماسك وطني غير مذهبي او طائفي عبر الدولة فقط وهذا ما جعلنا ننجح باعتبارنا اصحاب انجاز». وقال: «منذ وجودي في الداخلية كان مكتب المعلومات للأمن العام يقوم بواجبه وبمتابعة حثيثة وجدية بأمور اكبر بكثير من التي نراها في الإعلام لأن عنوان هذه المعلومات الرئيسي هو محاربة الإرهاب والحصول على معلومات مسبقة عن اي تدبير او اي مخطط يعد هذا الأمر وتجربتي مع العميد صوايا في هذا الأمر كانت ناجحة جداً في كل المجالات التي تداولنا فيها في شأن المعلومات». إبراهيم: سنبقى درع التصدي للأخطار اما اللواء ابراهيم فأكد ان «الأمن العام ملتزم امن البلد وسيبقى الدرع التي تتصدى للأخطار الداخلية والخارجية، ودفع الإرهاب عن بوابة لبنان التي نتولى مع بقية الأجهزة الأمنية حراستها». وتوجه الى وزير الداخلية قائلاً: «كانت لكم المبادرة في انشاء الصندوق الخاص في وزارة الداخلية لتمويل عملية بناء وتحسين السجون، ان بناء مركز جديد للأمن العام يزيدنا عزماً وصلابة في تحقيق الخطة التي وضعناها نصب اعيننا منذ تسلمنا زمام القيادة في المديرية عبر التحديث والتنظيم والإدارة والتوسع في توفير الخدمات للمواطنين، خصوصاً في ظل هذه الأحوال الصعبة التي تجعل الحياة في لبنان مغامرة فعلية وسط عجز واضح تواطأت على انتاجه عواصف دولية، وأزمات سياسية تزيد الانقسامات اتساعاً بين مكونات الوطن».
مشاركة :