مسفر الغامدي: رمضان محطة لإعادة تقييم الذات

  • 4/16/2021
  • 00:52
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

■ بدايةً.. كيف تستعد لرمضان؟- بلا شك شهر رمضان يحتاج لاستعدادات كثيرة، لكن ليس على المستوى المادي، كما يفعل الكثيرون، ولكنه استعداد روحي، فالتجهيز والاستعداد الإيماني هو الأهم، لأن شهر رمضان فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى، وبالتالي ينبغي على كل مسلم استقبال الشهر الفضيل بتجديد التوبة، والاستعداد للطاعات وأعمال البر، وتهيئة النفس على الصبر والاستكثار من الخير.■ كيف تغيرت أجواء الشهر الكريم عن السابق؟- لا أخفيك أن رمضان في الفترات السابقة كان له مذاق خاص في القرى، فالإمكانات كانت محدودة، والتقنية لم تكن موجودة؛ لذلك كان ما يميز تلك الفترة هو التآلف بين الأسر، بل إن القرية بكاملها كانت تمثل أسرة واحدة، يتبادل فيها الجميع الزيارات وأنواع الأطعمة، وإن كانت قليلة ومحدودة ولكن القناعة والمحبة كانتا هما المسيطرتان على المجتمع.■ حدثنا عن ذكريات أول رمضان صمته في حياتك؟ - نشأت يتيم الأب، والوالدة كانت متزوجة في قرية أخرى، وعشت مع عمي -رحمة الله عليه- وأتذكر أنني صمت في السنة الأولى الابتدائية وعمري 7 سنوات، وكنت بعد العودة من المدرسة أرعى صغار الغنم وأتمم الصيام إلى المغرب، أقول ذلك وكأنني أشاهد فيلمًا سينمائيًا أمامي، والذكريات ليست سارة وإنما قاسية فبالرغم من صغر السن، كنا نكلف بأعمال تكبرنا كثيراً، ولكن صروف الحياة تفرض علينا التعامل معها بالرغم من قسوتها.■ ما هي أبرز الأنشطة، التي تحرص على القيام بها في الشهر الفضيل؟- أعتقد أن رمضان هو محطة إعادة تقييم لكل إنسان، فما لم تستطع عمله في المواسم الماضية أو كانت أعمالك يعتريها بعض التقصير، فالفرصة أتت مرة أخرى، كما آمل الاهتمام بأصحاب الحاجة وأحث المقتدرين على مساعدتهم، فهو موسم قد لا يتكرر ولو تذكرت من الأهل والأصدقاء، الذين فقدتهم خلال السنة الماضية لعرفت أن الحياة فرص، إذا مرت ولم تستغل الاستغلال المناسب، فقد لا يمكنك العودة إليها مرة أخرى.■ هل هناك أنشطة محددة تمارسها في الشهر المبارك؟- نعم، منذ تقاعدي من القوات الجوية في عام 2005، لدي نشاطات تطوعية مختلفة، مثلاً: لي نشاط تطوعي في دار الملاحظة الاجتماعية بالدمام، لي أيضًا مشاركة بتقديم محاضرات في إدارة التوجيه المستمر بمعدل محاضرتين في الأسبوع، كذلك أنا عضو في اللجنة التنفيذية لإصلاح ذات البين بالدمام، وهذه الأنشطة التطوعية أقوم بها على مدار العام، وبهذه المناسبة فإنني أهيب بجميع مَنْ يملك الخبرة والمعرفة من المتقاعدين ألا يبخلوا على مَنْ يحتاج لخبراتهم، وبحسب علمي المنطقة الشرقية تتميز عن جميع مناطق المملكة في المجالات التطوعية كمًا وكيفًا.■ أين تقضي وقتك بعد الإفطار؟- جرت العادة أن نبقى في المنزل حتى يحين وقت صلاة العشاء، وبعد ذلك يمكن زيارة أقاربي، هذا في الماضي أما الآن الوضع مختلف في زمن الكورونا.■ عادةً كيف تقضي وقتك في العشر الأواخر من الشهر الفضيل؟- في الماضي كنت أنسق مع أحد زملائي للسفر إلى مكة، ولكن في السنوات الأخيرة قلت هذه الرغبة وأفضل قضاءها بمقر إقامتي.■ حدثنا عن موقف أثر في حياتك، وكان في رمضان؟- كنت في إحدى القواعد الجوية أنا ومجموعة من الزملاء في منزلي وكان لأحدهم رحلة جوية ضمن برنامج التدريب وهو جار لي، وبعد مرور أكثر من ساعة أتى خبر سقوط طائرته بسبب عطل فني، وكان لذلك الخبر وقع صاعق لنا جميعًا، كان لديه اثنان من الأطفال أحدهما رضيع، تحولت حياة أسرته من حال إلى حال في أقل من ساعتين، هذا الرجل له منزلة في نفسي مختلفة، فهو أخ قبل أن يكون زميلا، يتمتع بأخلاق عالية ويعرف الله جيدًا وضابطا محترفا، عندما أتذكره أبكي كثيرًا ولكن الحمد لله زوجته امرأة مثالية ومحتسبة، وأنا أتابع أخبارهم دائمًا أسأل الله له الرحمة ولجميع شهدائنا الأبطال في الوطن.■ هل تخصص أوقاتا في رمضان للاطلاع؟- بطبعي أحب القراءة والاطلاع، وفي رمضان أحرص على الإكثار من قراءة القرآن وإعداد بعض التقارير الخاصة بعملي التطوعي، كما أنني بصدد كتابة كتاب يخص تجربتي السابقة في القوات الجوية.■ برأيك.. ما العادات الخاطئة، التي يمارسها البعض في رمضان؟- من العادات الخاطئة من وجهة نظري ومع احترامي للجميع هو التجمع المسائي للعب ما يسمى بـ«البلوت»، فهو مضيعة للوقت، بالإضافة إلى التعود على الذهاب للأسواق بدون سبب، ولكن هذا لا يمنع إذا كانت هناك حاجة لذلك.■ رسالة رمضانية.. ماذا تقول فيها؟- أقدم تهنئتي لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، -حفظهما الله-، وجميع أهلي بالمملكة بمناسبة قدوم الشهر الفضيل، وأرجو أن يوفق الله زملائي في القوات المسلحة على جميع الثغور بالنصر والعزة والتمكين إنه قادر على ذلك، وهو ولي التوفيق، كما آمل من الجميع التقليل من الزيارات على الإفطار أو غيره في هذه الفترة العصيبة.أكد اللواء متقاعد مسفر الغامدي، أن شهر رمضان محطة مهمة لإعادة تقييم الذات والأعمال، مشددا على أهمية الاستعداد الإيماني له، والاستكثار من أعمال الخير والطاعات، لأنه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى.وأضاف، خلال حواره لـ«اليوم»، إن الاستعداد للشهر الكريم هو استعداد روحي وإيماني وليس ماديا، مشيرا إلى أنه ينبغي على كل مسلم العمل في هذا الشهر على تلافي التقصير في العبادات والطاعات وكل أعمال البر.

مشاركة :