مقالة خاصة: مدينة ملاهي إسرائيلية تمنع الآباء من مرافقة بناتهن بسبب فرض قوانين فصل بين الجنسين

  • 4/17/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 17 إبريل 2021 (شينخوا) لم يتوقع دافيد أن يكون اليوم الترفيهي الذي وعد به بناته الصغار بهذا الشكل بعد أن منعته مدينة ملاهي في مستوطنة موديعين عيليت الإسرائيلية من مرافقتهن للاستمتاع بوقتهن بسبب فرضها جداول ساعات فصل بين الجنسين. وقال دافيد 45 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) اصطحبت بناتي الصغار إلى مدينة الملاهي على أمل أن يستمتعن بوقتهن، لكن لم أكن أتوقع أن يرفضوا إدخالي معهن. وأضاف دافيد وهو أب لثلاث بنات أكبرهن تبلغ 10 أعوام "كيف لمدينة ملاهي أن تمنع الآباء من الدخول مع بناتهن الصغار، هل يتوقعون منا أن نقبل بمثل هذا الشيء، وأن نترك أطفالنا لوحدهم بالداخل". وأعلنت مدينة ملاهي في مستوطنة موديعين عيليت ذات الأغلبية المتشددة أنه لم يعد بإمكان الآباء مرافقة بناتهن إلى داخل المدينة بسبب قواعد الفصل بين الجنسين. وقال دافيد "مدينة الملاهي تعمل بنظام جداول منفصلة للفتيان والفتيات، ولكن لم يسمح لنا نحن الآباء أيضا بمرافقة بناتنا لأنهن ببساطة من جنس آخر"، واصفا ذلك بأنه "فعل مخزي". وعلى الرغم من ذلك، إلا أن القانون الإسرائيلي يمنع عملية الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة. موديعين عيليت هي مستوطنة إسرائيلية ومدينة مخصصة لليهود المتشددين تأسست عام 1994، تبلغ مساحتها 6,740 دونم، تقع في الضفة الغربية (يهودا والسامرة) غرب مدينة رام الله، على الطريق بين القدس وتل أبيب. ولم يختلف الحال كثيرا عند دانيال الذي بقي ينتظر خارج أسوار مدينة الملاهي مع طفلتيه على أمل أن يستطيع الدخول قبل أن يعود أدراجه هو بناته وهن يبكين. وقال دانيال، 33 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كنت أعتقد أن مدينة الملاهي هي مكان عام، لا يجوز لأحد أن يفرض عليها شروطه وقوانينه". وأضاف "لقد بقيت أنتظر أنا وطفلتي لمدة ثلاث ساعات خارج مدينة الملاهي، ولم يلتفت أحد لدموع بناتي الصغار"، موضحا "ما يحدث هو تمييز، كيف لهم أن يختار زوار مكان عام؟". ويحظر القانون الإسرائيلي التمييز على أساس الجنس ولكنه في ذات الوقت قد يسمح بالفصل بين الجنسين في ظروف معينة مثل مجموعات ذات طابع ديني محدد. ووفقا للقانون في إسرائيل، يحظر الفصل بين الجنسين في الاحتفالات والأماكن العامة التي تكون برعاية الدولة أو رعاية سلطة محلية إسرائيلية (بلدية). ويعتبر الفصل بين الجنسين في جميع الأعمار من أهم العادات لدى اليهود المتشددين في إسرائيل، في النظام التعليمي وفي المناسبات والحفلات العائلية، كما أنهم يتجنبون إقامة علاقات صداقة بين النساء والرجال غير المتزوجين أو الأقرباء. ومن جانبها قالت ليئا وهي أم لطفل وطفلة أنها اصطحبت أطفالها مع زوجها إلى مدينة الملاهي في إجازة نهاية الأسبوع ليقضوا معا وقتا ممتعا كعائلة، إلا أنها تفاجأت عندما منعوا زوجها وابنها من الدخول وسمحوا لها فقط هي وطفلتها. وصرحت ليئا 38 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن ابني يبلغ من العمر سبعة أعوام فقط، وإن كانوا يريدون أن يطبقوا قرار بالفصل بين الجنسين، فيجب أن يختاروا فئة عمرية أخرى. وشددت ليئا "نحن في القرن الـ 21 وما زال هناك مثل هذه التصرفات العنصرية والمخجلة"، مضيفة "آمل أن ينسى أطفالي ما عاشوه ". وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي ماندبليلت قد أصدر في عام 2019 بيانا، قال فيه إن الفصل بين الجنسين ممكن أن يكون مسموحا به إذا كان الجمهور المستهدف هو من يرغب بذلك، وبشرط أن يكون لكلا الجنسين ظروفا متساوية. وفي هذا يقول دانيال لوكالة أنباء "شينخوا" أنه "ليس من حق أحد أن يملي علينا متى وأين وكيف نذهب، كما أنه ليس من المقبول أن يكون الفصل بين الجنسين يطال أطفال بأعمار لا تتجاوز العشر سنوات".

مشاركة :