عندما تستعيد (تتر) مسلسل (ملوك الجدعنة) تتأكد أن الصراع كان حادًا بين بطلى المسلسل عمرو سعد ومصطفى شعبان، ليس أمام الكاميرا ولكن قبل التعاقد، تمت كتابة (التتر) مرة يسبق «عمرو» «مصطفى»، والثانية العكس هو الصحيح، مما يؤكد قطعًا أن الأمر استغرق الكثير من الجهد، بينما فى تتر (نسل الأغراب) جاء اسم أحمد السقا سابقًا أمير كرارة، مما يؤكد أن الأمر كان محسومًا برضاء الطرفين، طبعًا «السقا» يسبق «كرارة» بالتاريخ، ولكن فى دُنيا النجوم نادرًا ما يحكم المنطق. فى (القاهرة كابول) الترتيب: طارق لطفى وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب ونبيل الحلفاوى، لا أحد ينفرد دعائيًا. رغم أن الشخصية المحورية طارق لطفى، فإن (التتر) الجماعى عبّر بالضبط عن الروح التى سيطرت ورسمت ملامح هذا المسلسل الاستثنائى. مَن يسبق الآخر على الأفيش والتترات؟!. سؤال تعددت إجاباته، هل اسم النجم أم تاريخه أم جوائزه أم دوره فى العمل الفنى، إنه (الكادر الثابت) الذى يتكرر، تتغير الأسماء ولكن هناك دائمًا بين الحين والآخر نيران قابلة للاشتعال. كثير من المعارك احتدمت وكثير من الضحايا دفعوا الثمن ووصل الأمر إلى حد اعتزال المهنة، الصراع عادة ما يشتعل عندما يعمل نجمان معًا من نفس الجيل، حيث يصبح الأمر بمثابة رسالة للجمهور بأن «فلان» يسبق فى الجماهيرية «علان». أذكى النجوم الذين حسموا الأمر مبكرًا نور الشريف، ومن بعده محمود حميدة وخالد الصاوى، وأيضًا الراحل خالد صالح. تعامل هؤلاء باحترافية. «نور» له مقولة أطلقها قبل نحو 40 عامًا: (اللى أجره أكبر منى يسبقنى)، تحولت إلى دستور. لم يكتفِ فقط بأن يردد هذا الشعار، لكنه طبقه على نفسه.. كان أجره أكبر من محمود عبدالعزيز فى فيلم (العار)، الذى شاركه فيه عام 1982، ولهذا سبق «نور» «محمود» فى (التترات)، ثم تجدد لقاؤهما معًا فى (جرى الوحوش) بعدها بأربع سنوات، وكان أجر محمود عبدالعزيز قد تجاوز أجر «نور»، بعد صعود مؤشرات نجوميته أكثر، وهكذا سبقه «محمود» فى (التتر). نور الشريف كان يسبق اسمه اسم عادل إمام فى أفلام مثل (ألو أنا القطة) فى مرحلة بداية السبعينيات، ولكن مع نهايتها بات عادل إمام يحصل على الأجر الأكبر، ومن بعدها لم يلتقيا فنيًا إلا فى «عمارة يعقوبيان» 2006، وجاء اسم عادل إمام فى المقدمة، وفى الأفيش المصاحب للفيلم كانت صورة عادل إمام فى المركز، وهو ما ارتضاه ببساطة «نور»، أما فى فيلم (حسن ومرقص) فسبق اسم عادل إمام اسم عمر الشريف، تصورت أن هذا ربما يُغضب عمر الشريف، فوجئت به يقول لى: (أنا ولا تفرق معى، حسيت ان عادل عايز يضع اسمه قبلى، قلت لهم: مش مشكلة، وأضاف: مادام هو يحصل على أجر أكبر منى فهو يستحق أن يسبقنى على التترات). كان محمود المليجى يقول: أتمنى أن أظل جنديًا فى الميدان بدلًا من أن أموت (جنرالًا) متقاعدًا، ولم يسأل أبدًا: أين يوضع اسمى؟!، وبالفعل مات وهو يؤدى آخر مشاهده فى فيلم (أيوب)!!. عدد كبير من نجوم هذا الجيل بدّدوا الطاقة فى صراعات خارج النص لا تعنى أحدًا سواهم!!. [email protected] المقال: نقلاً عن "المصري اليوم".
مشاركة :